طرائف حول الكباب الديري

-الكباب في اللغة :  

  ورد في المعجم بأن لفظة كباب بفتح الكاف تعني اللحم المقطع أو المشرح المشوي على الجمر .

ومن المعروف أن أكلة الكباب بطريقتها المعروفة قد اشتهرت بها تركيا . أما في مناطقنا فقد وفدت إلينا من المطعم الحلبي ؛ إلا أننا تفوقنا على الاثنين معا حتى صار ينسب إلى دير الزور نتيجة تفوقنا فيه (وكم من صانع قد فاق معلمه ) و ربما تعود أسباب تفوقنا فيه إلى : 

– إنضاجه على الحطب الذي يكسبه نكهة لا يمكن للفحم أن يؤديها.

– تحري لحم الضأن الفتية .

– اعتماد مواشينا على العشب لا العلف بنسبة جيدة ؛ مما يزيد في نكهته .

– عدم إغراقه بالتوابل التي تطغى عليه ، و ربما لا يصدق الكثيرون بأن كبابنا لا يشاركه إلا البصل و الملح وبنسب قليلة .

-الاهتمام به كون أغلب المطاعم عندنا تعتمد على زبائن خاصين بها .أما المطاعم التي تعتمد على الزبون الطياري فغالبا ما تكون جودة عملهم أقل .

 طرق الغش في الكباب :

 – أن يتم وزنه مفروما مع البصل.

– خلطه بلحم العجل (الفتايل).

– أن تكون دابته كبيرة كلحم النعاج.

   ما يؤثر على جودته ونكهته :

–  فرمه بالفرامة لا على السيخ ؛لأن الفرامة تعصر اللحمة فتذهب مونتها و نكهتها .

– شيه على الفحم .

 – كثرة التوابل 

– نوعية الخبز لأنه لا يستطاب إلا مع  الخبز المشروح .

– تقديمه باردا. 

566633.jpg

   من طرائف الكباب :

– يقول أحدهم: لا أدري لماذا لا يكتبه الأطباء مع الوصفة ؟ وعندما نقلت هذه الأمنية لأحد أطباء الداخلية ضحك من كل قلبه وقال: فكرة ! سنكتب لهم :سيخ كباب بالعضل أوثلاثة أسياخ على الريق .

– قال له يا شيخ هل يوجد في الجنة كباب ؟ فقال الشيخ مازحا: كيف لا ؟ أما سمعت قوله تعالى:( و طلح منضود )؟!

-أراد أحدهم أن ينقل لمعارفه أنه قد تغدى كبابا ؛لأن أكل الكباب عند بعض الناس من دواعي الفخر ،فراح يكرر شرب الماء حتى لفت نظر الجالسين ثم رفع عقيرته قائلا : أبوك يا هالكباب أيش تساقي مي! 

 – و قطع أحدهم الجدل حول أعظم المخترعات وجزم من خلال استفهامه التعجبي بأن اختراع الكباب اكبر إنجاز في التاريخ عندما قال: ألا أيش عقلك يا اللي اخترعت الكباب ؟!

– في ريفنا يلفظونه بضم الكاف فيأتون به مفخما (فعلا يستأهل التفخيم).

– نقل لي أحد المهندسين في حقل العمر أن الكباب نال إعجاب الأجانب ؛ ففي أي وقت نسألهم ماذا تحبون أن تأكلوا يقولون بدون تردد : كباب ؛أما الطريف ففي طريقة تناولهم له،  فقد ذكر لي ان أحد الأجانب قد أمسك سيخين بكلتا يديه وراح يقضمهما كما يقضم اللفة. 

 -اشتهر بين الناس أن الكباب لا يكون لذيذا إلا إذا كان كثيرا وساخنا ومجانا .

– احتار ابن أختي الصغير في مفرد الكباب عندما أراد سيخا والطبق بعيد عنه فما كان منه إلا أن قال مسجعا ؛ أريد كبابه يا بابا .

حقائق حول الكباب :

 من حقائقه أنه مقياس لشراهة الإنسان فالكباب يقدم في بعض الولائم وفي أول وجبات العزاء ونتيجة لغلائه تجد بعض الشرهين يستغلون الفرصة فيطلقون العنان لبطونهم ؛ حتى يثيروا استهجان الآخرين ، وأذكر أنني جالست أحدهم ، فأكل لوحده أكثر من ثلثي كيلو . 

– يعد مقياسا لإكرام الضيوف مع تحفظ لبعض الناس الذين يرون أن تقديم الأكل الجاهز لا يعد من التكريم فالتكريم يقاس بالتنويع و الكمية وبذل الجهد ويوفق بعضهم ببن الرأيين فيقدم لضيفه الجاهز والمطبوخ في المنزل .

الكباب والأدب: 

  ذكر الكباب ليس غنيا في التراث؛ بالرغم من محبة الناس له و بالرغم من تشوقهم الدائم إليه الناجم عن قلة تناوله.

ومما وصل إلي قولهم :

– أبوك يا الكباب أيش تواكل !

-أيش عقلك يا اللي اخترعت الكباب !؟

-أبوك ياالكباب أيش تساقي مي !

 أما أنا فقد قلت فيه قصيدة لعلها تروق لكم :

تزوّد بالكباب بكلّ حين

                   فنعم الزاد في الدنيا الكباب

أراه في الصياني مثل طلح   

                    لذيذ  الطعم أورده  الكتاب

وقالوا في الكباب مقال صدق :

                    ثلاث  دونها  لا   يستطاب :

سخين الطعم والكمّ كثير

                  (بلاش) ليس يرهقنا الحساب

وإني لن أطيل الوصف فيه

                   ففصل القول فيه والخطاب :

إذا تعطيه للمرضى تشافوا

                   وإن تهديه للعاصين تابوا

حميد النجم

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار