متلازمة الفم الحارق ؛ هي أحد الأمراض المنتشرة والمسببة لإزعاج كبير، وتعتبر أيضاً من أكثر الأمراض غموضاً وغرابة، فما الذي تعرفه عن هذا المرض؟
الفم الحارق هو مرض مؤلم ومزعج بشكل كبير، وهناك بعض المرضى الذين يقارنون ألمه بألم حرق الفم بالقهوة الساخنة. هذا الإحساس بالحرق قد يؤثر على اللسان، سقف الفم، اللثة، باطن الخدين، ومؤخرة الفم والبلعوم. يعرف المرض في بعض المراجع بمتلازمة اللسان والشفاه الحارقة. ليس لدى الأطباء أو أطباء الأسنان أي وسيلة كتحاليل أو صور أو غيرها للكشف عن هذا المرض؛ مما قد يجعله صعباً في التشخيص. أيضاً لا يوجد دواء مناسب لجميع الناس، ولكن مع ذلك قد يصف لك الطبيب دواءً مسكناً أو مساعداً على تخفيف الألم. يُعرف عن هذا المرض كونه يصيب النساء أكثر مما يصيب الرجال.
يتميز هذا المرض بأعراض مختلفة من شخص لآخر وهي:
إحساس حرق في الفم بشكل عام، متضمناً اللسان وسقف الحق وباطن الخدود، بل وحتى الجزء العلوي من البلعوم وأيضاً الشفاه. إحساس دائم بجفاف الفم، مما قد يولّد شعوراً بالعطش. تغير فيما يتعلق بالإحساس بالطعم، وغالباً يشعر الشخص المصاب بأن جميع الأطعمة أو المشروبات ذات طعم مر أو طعم معدني (Metallic). بالإضافة لما سبق قد يترافق هذا المرض مع مجموعة أخرى من الأعراض مثل القرحات (Sore)، الإحساس بالوخز (Tingling)، الخدر في جميع أنحاء الفم. أيضاً، فالإحساس باحتراق الفم له أنماط مختلفة من شخص لآخر، حيث أنه من الممكن أن يحدث طوال اليوم مع راحة نسبية صباحاً، ليسوء الوضع مع تقدم ساعات النهار، أو قد يكون متواتراً ليظهر بقوة في فترات ومن ثم يختفي لفترات. للأسف هذه المتلازمة قد تبقى من أشهر وحتى سنوات، وفي بعض الحالات النادرة قد تختفي الأعراض أو تزول من تلقاء نفسها أو على الأقل تصبح أخف حدّة دون أي سبب حقيقي. من جهة أخرى يجب التأكيد على النقطة التالية: هذا المرض لا يسبب أي تغييرات فيزيائية في أي منطقة تشريحية في الفم، أي أنه لا يوجد تورمات أو ندبات أو غيرها، فقط إحساس بالحرق إضافة للأعراض التي ذكرناها أعلاه.
أمكن تقسيم أسباب حدوث الفم الحارق إلى أسباب أولية تعتبر بأن هناك مشكلة خلقية في أعصاب المريض وخصوصاً تلك المسؤولة عن الحس والتذوق في منطقة الفم، فيما تربط الأسباب الثانوية لمتلازمة الفم الحارق بما يلي:
جفاف الفم: قد يكون نتيجة تناول أنواع محددة من الأدوية، أو عارضاً مرافقا لأحد الأمراض، أو من النتائج غير المرغوبة لعلاج السرطانات. الإصابات بالفطريات الفموية، الحزاز المنبسط أو اللسان الجغرافي (يسمى بهذا الاسم لأنه يعطي للسان شكلاً مثل الخريطة). سوء التغذية خصوصاً عندما يتعلق بفيتامينات B وشوارد الزنك والحديد، بشكل عام تناول غذاء صحي ومتوازن يلغي هذا الاحتمال. استخدام أطقم الأسنان المتحركة (بدلات). ردود فعل حساسية لبعض أنواع الأطعمة (كالحساسية للفستق ومشتقاته مثل زبدة الفستق). القلس المعدي الحامضي: خروج عصارات المعدة ذات الحموضة العالية إلى الفم. بعض أنواع الأدوية، مثل الأدوية المستعملة للسيطرة على ضغط الدم المرتفع. عوامل نفسية مثل الاكتئاب.
عوامل الخطورة:
ترتفع احتمالية الإصابة به لدى النساء. وترتفع أكثر ما بعد سن اليأس وخصوصاً ما بعد عمر خمسين سنة.
هناك مجموعة من المضاعفات التي قد تحدث في حال لم يتم التعامل بشكل صحيح مع الحالة أو إهمالها كلياً مثل:
صعوبة في النوم وأرق نتيجة الألم. صعوبة حقيقية أثناء تناول الطعام. يدخل المريض في حالة من الاكتئاب والخوف.
في الحقيقة لا توجد طريقة واحدة أو مؤكدة لتشخيص المرض بدقة، عوضاً عن ذلك يحاول طبيبك أو طبيب أسنانك استبعاد الحالات أو الأمراض الأخرى التي قد يشك بها عن طريق ما يعرف باسم التفريق التشخيصي.
ويمكن أن تفيد مجموعة من العوامل والفحوصات في التوجيه نحو المرض ابتداءً بفحوص الدم، الخزعات، اختبارات الحساسية، كمية اللعاب، تقنيات التصوير مثل الرنين المغناطيسي وغيرها، انتهاءً بتجريب التجاوب مع مختلف العقاقير.
علاج الفم الحارق : بشكل أساسي يعتمد العلاج على إزالة أي عامل مسبب للمرض، على سبيل المثال تعويض النقص الحاصل في الفيتامينات والمعادن، أو إصلاح عيوب البدلات السنية أو استبدالها، بكل الأحوال الهدف الرئيسي من العلاج هو تخفيف الأعراض والإزعاج المرافق للمرض بل حتى إزالة الأعراض بشكل نهائي، فيما يبقى الشفاء صعباً في الوقت الحالي نظراً لعدم معرفتنا حتى الآن بالسبب الحقيقي وراء هذا المرض. كما أن اتباع طريقة معينة من العلاج هو أمر شخصي أي أنه يختلف من شخص إلى آخر ومن حالة إلى أخرى، مما قد يجعل المريض –للأسف- مضطراً لتجريب عدة طرق علاجية قبل الشعور بارتياح حقيقي على أحدها. قد يشمل العلاج المقدم على أحد أو بعض أو جميع العلاجات التالية، وذلك يعتمد على الحالة بحد ذاتها ومدى استجابتها: استعمال اللعاب الصناعي لتخفيف عناء جفاف الفم. استعمال غسولات فموية خاصة، أو تلك التي تحتوي على مسكن ألم قوي مثل الليدوكائين. استعمال الكابساسين ، وهو مسكن ألم مستخرج من الفلفل الحار. دواء مضاد للتشنج أو الاختلاج مثل (ديازيبام). مضادات اكتئاب في الحالات المتقدمة. أدوية حاصرة للألم العصبي .
علاجات منزلية للفم الحارق:
يمكنك تطبيق مجموعة من الأفكار من أجل تخفيف أعراض متلازمة الفم الحارق أو حتى من أجل الوقاية منها، وفي كثير من الأحيان قد يكون تغيير بسيط في نمط الحياة كافياً.
اشرب كميات إضافية من الماء من أجل تخفيف الإحساس بجفاف الفم. ابتعد عن الأطعمة ذات الحموضة العالية مثل الطماطم وعصير البرتقال. قد يكون للمشروبات الكحولية أثر مخرش كبير على بطانة الفم، لذلك حاول تجنبها قدر الإمكان. تجنب التدخين. ابتعد عن الأطعمة المُبهّرة أو الساخنة. جرّب معاجين الأسنان غير الحاوية على نكهة النعنع (Menthol)، حيث أنه من شأن ذلك تخفيف الإحساس بالحرقة. حاول التخفيف من الضغوط والاجهادات العاطفية والنفسية.
في النهاية.. يتوجب التذكير بأهمية العناية بالصحة الفموية وعدم إهمال الزيارات الدورية لطبيب الأسنان، حيث أنه في كثير من الأحيان قد يكون الكشف عن هذا المرض أو غيره منذ بداية ظهور الأعراض عاملاً مهماً في بدء العلاج المبكر ومنع تفاقم الحالة.
رقم العدد: 3918