صدر عن دار البيان الدمشقية ديوان عبق القوافي للشاعر سليمان الخاطر المولود على ضفاف الفرات (سورية -الميادين ) . الديوان من القطع المتوسط و قد اشتمل على 22 قصيدة فاح فيها عبق الشاعر فجسد أفراح وطنه وأتراحه وغاص في مشكلات مجتمعه وحلق في عالم الوجدان بقصائد عذبة تنم عن روح شفافة وفطرة نقية .
والمتصفح للديوان لا بد أن يقف طويلا مع الشاعر على أطلال دار والده المرحوم الباحث عبد الله الخاطر التي كانت تزخر بشتى ألوان الكتب حتى غدت مركزا لمثقفي مدينة الميادين يرتادونها ليلا فتطول فيها السهرات وتقلب فيها أحاديث التراث والشريعة والتاريخ والأدب والحكايات الشعبية والأخبار اليومية والحوادث الاجتماعية و غيرها من الأمور التي تهمهم أو تهم مجتمعهم .
ومن قصيدته التي وقف فيها على أطلال هذه الدار أقتطف هذه الأبيات : لا تسأل الدار أهل الدار قد رحلوا فاجتاح صفوتها الأوغاد و الغجر لم تسلم الكتب من حيف أحاط بها هذي المراجع كنز فوقه حجر هذا الدفين كتاب كنت أعشقه كم كان يروي لنا قولا به العبر أبي فأين شيوخ طال مجلسهم حول المناهل و الآراء تنصهر فانهض فديتك للأضياف مبتسما فالدار من حولها الأضياف تنتظر دار الثقافة والتأليف يعرفها رواد قد طار من أخبارهم خبر ياخير دار بها الأشواق تجمعنا عذرا إذا صارت الأشواق تستتر أبي ودارك رغم الهول شامخة فيها العلوم و تاريخ به الذكر أبي و دارك كالأهرام صامدة في قربها جنة في بعدها سقر
الميادين – حميد النجم