اكسبو دبي 2020 يحتفي باليوم الوطني لسورية.. الخليل: نسعى لاستثمار كل الإمكانات وندعو لمشاركتنا العمل والبناء
وأشار وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور محمد سامر الخليل في كلمة خلال بدء الاحتفال إلى أن سورية تسعى لاستثمار كل الإمكانات والطاقات المتاحة لتنمية اقتصادها وتؤمن بأن التعاون الدولي هو المحرك الأساسي لأي عمل اقتصادي داعياً إلى مشاركة سورية المرحلة الحالية مرحلة العمل والإنتاج والبناء.
وقال الخليل: في اليوم الوطني لسورية الذي يشهد نماذج وعروضا متنوعة لمراحل تاريخية مختلفة قطعتها في سيرها نحو المستقبل ندعوكم لأن تشاركونا مرحلتنا الحالية مرحلة البناء والعمل والإنتاج مستفيدين من قوانين مهمة وجديدة في الاستثمار ومن تشريعات كثيرة داعمة للإنتاج والتصدير والاستثمار ولاستقطاب كل المهتمين والمحبين لسورية ومن فرص استثمارية كثيرة متنوعة وواعدة في قطاعات مختلفة ستشكل كلها بالتأكيد قاعدة للنهوض الاقتصادي الذي يتطلع إليه كل السوريين أينما كانوا.
وأضاف الخليل: إذا كنا في سورية نسعى لاستثمار كل الإمكانات والطاقات المتاحة وتوجيهها نحو تنمية اقتصادنا وتطويره فإننا نؤمن بأن التعاون الدولي يجب أن يكون محركاً أساسياً لأي عمل اقتصادي وينسجم مع أولويات التنمية للدول ومع وعيها وإدراكها بأن هذا التعاون سيعود خيراً ومنفعة على الجميع بما ينعكس رفاهاً على مختلف جوانب الحياة ويؤسس لمناخ ملائم للإبداع كالذي تعرضه معظم الدول اليوم في اكسبو 2020.
وشدد الخليل على أنه قد آن الأوان لأن تترسخ قناعة العالم بأنه يمكن للإنسانية أن تتغنى بفعل ريادي مشترك وعمل جماعي موحد يعلو ويسمو فوق كل اعتبارات أحادية معرباً عن شكره لدولة الإمارات العربية المتحدة على كل ما قدمته من دعم لإنجاح المشاركة السورية في المعرض وآملاً في أن يحقق هذا الحدث الكبير والمميز جميع أهدافه في التواصل بين الدول وتعزيز العلاقات والتعاون ودعم وتطوير الشراكات القائمة وتأسيس شراكات جديدة تسهم في تحقيق الخير للجميع وأن تتواصل العقول لصنع المستقبل بما فيه خير الإنسانية جمعاء.
وأوضح الخليل أن الاحتفال اليوم هو امتداد لفعاليات الجناح السوري الذي يرسم صورة مصغرة عن سورية المحبة مهد الحضارات وعبق التاريخ وأرض المستقبل ففي اليوم الوطني لبلد القمح والزيتون والغار والياسمين الساكن فينا أينما كنا والساكنين فيه أينما ابتعدنا نؤكد أن عنوان مشاركتنا في هذا المعرض وهو “معاً المستقبل لنا” هو أمر واقع فكيف لا يكون لنا وفي الليإلي الحالكة أضاء أبناء سورية شعلة الأمل بغد أفضل فأزاحوا عتمة ليست منهم.. وكيف لا يكون لنا ومستقبلنا كسوريين هو امتداد لتاريخ من الحضارات أغنت العالم وأثرت الإنسانية حيث تمكنت سورية بموقعها الجغرافي المميز على طريق قوافل التجارة من أن تكون بحق جسراً ثقافياً حضارياً بين شرق العالم وغربه كما أنجبت مجموعة من أعظم الحضارات التي لا تزال آثارها حتى يومنا هذا شامخة تختال في أرجائها وتترك بصمة كبيرة في تاريخ البشرية جمعاء.
وبين الخليل أنه في مملكة إيبلا كانت أول وأروع وأضخم مكتبة وثائقية في العالم ضمت في طياتها ما ينظم أمور الإدارة والتجارة والدبلوماسية والصناعة وعلاقات السلم والحرب مع الممالك الأخرى وفي أوغاريت كانت أول أبجدية في العالم وأول تدوين موسيقي في التاريخ وفي مملكة ماري كان الازدهار الثقافي والتجاري حيث لم يكن موجوداً في الكثير من أرجاء المعمورة ومن الساحل السوري أبحرت أول سفينة فينيقية ناقلة معها الحضارة والعلوم إلى أرجاء المعمورة قاطبة ومن مملكة أكاد انتشرت منسوجات الحرير الموشاة بخيوط الذهب والمعروفة عالمياً بالـ”دامسكو” نسبة إلى دمشق أقدم مدينة مأهولة في التاريخ.. مدينة الياسمين.. مدينة المحبة.
من جهته قال المدير التنفيذي لمكتب المفوض العام لاكسبو دبي /2020/ نجيب محمد العلي: نهنئكم على مشاركتكم المميزة تحت شعار “معاً المستقبل لنا” التي نراها فرصة مناسبة ليتعرف العالم على ما حققه الشعب السوري الشقيق من تطور وتقدم في مختلف المجالات وهي تسلط الضوء على الأفكار الريادية والمشاريع والخطط والبرامج المستقبلية التي يسعى السوريون إلى تحقيقها لاجتذاب المستثمرين من مختلف أنحاء العالم.
وأضاف العلي: أن مشاركة سورية الشقيقة في هذا المعرض أمر حيوي فهي بمثابة منبر عالمي لعرض تاريخها الثري وإرثها العريق فضلاً عن خططها المستقبلية لإعادة البناء.
وشدد العلي على عمق العلاقات التاريخية التي تربط الإمارات وسورية مشيراً إلى دور السوريين في مجال الطب والتعليم والإعلام في الإمارات المتحدة.
ولفت العلي إلى أن العالم يواجه آثار جائحة كورونا التي أودت بحياة الكثيرين وأثرت في الاقتصاد وغيرت طريقة الحياة مبيناً أن اكسبو دبي 2020 فرصة مثالية للتعاون بين الجميع والعمل معاً لبناء مستقبل أكثر أماناً وسعادة وفق شعار تواصل العقول وصنع المستقبل.
وكان حفل التدشين الرسمي لليوم الوطني لسورية بدأ في ساحة الوصل بعزف النشيد العربي السوري ورفع العلم الوطني وعرض فني موسيقي وراقص سوري بعد إلقاء الكلمات.
ثم اصطحب الوفد الإماراتي ممثلي الوفد السوري في جولة رسمية إلى الجناح الإماراتي وجناح القيادة في إكسبو دبي تلاها زيارة الوفدين إلى الجناح السوري للتعرف على محتويات الجناح ومعروضاته التي تشمل نسخة طبق الأصل عن أبجدية أوغاريت أول أبجدية في التاريخ وعرضاً موسيقياً وبصرياً لأغنية نيكال أول تدوين موسيقي في التاريخ إضافة إلى معرض فني لفنانين سوريين متميزين بعنوان “أنا السوري”.
وعقد الوفدان مؤتمراً صحفياً تحدثا فيه إلى ممثلي وسائل الإعلام حول المشاركة السورية في المعرض حيث تم عقد المؤتمر في المنطقة الرئيسة بالجناح السوري والتي تضم نحو 1500 لوحة فنية أرسلها السوريون من سورية وجميع أنحاء العالم لتكون رسالة ونافذة يرى من خلالها العالم سورية.
ويشارك وفد سوري في هذا اليوم الوطني يترأسه وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية ويضم معاون وزير الخارجية والمغتربين الدكتور أيمن سوسان ومعاون وزير السياحة المهندس نضال ماشفج وسفير سورية لدى دولة الإمارات والمفوض العام لجناح سورية في المعرض الدكتور غسان عباس وقنصل سورية العام في دبي كنان زهر الدين وفارس كلاس من الأمانة السورية للتنمية والمهندس خالد الشمعة مدير الجناح إضافة إلى وفد كبير يضم ممثلين وأعضاء في غرف التجارة والصناعة والسياحة في سورية.
كما شارك من الجانب الإماراتي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية خليفة شاهين المرر وزير دولة في وزارة الخارجية والتعاون الدولي وريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي والمدير العام لمكتب إكسبو دبي.
وكان السفير عباس أوضح في تصريح لـ سانا أمس أن الاحتفال باليوم الوطني لسورية يتضمن فعاليات ثقافية وفنية تعبر عن غنى التراث والثقافة السورية مثل أداء حي لفن الخط العربي طيلة يوم الاحتفال وعرض موسيقي تحت اسم فيوجن مستوحى من الشعر الصوفي والتراث السوري إضافة إلى حفل تذوق لحرفة صناعة البوظة التقليدية السورية ومسير وطني وعروض موسيقية في الساحات العامة والحدائق وتقديم لفرق موسيقية وعرض إنتاج مرئي.