الفرات : خالد جمعة
كتاب الخلافة الذي صدر مع الخلافة العثمانية في بدايات القرن الماضي حيث كان لابد من تسليط الضوء على بعض المفاهيم والأسئلة الحائرة والتي ردّ عليها المفكر الإسلامي محمد رشيد رضا في كتابه الذي عنونه : كتاب الخلافة .
الباحث والكاتب الدكتور عدنان عويد قام بتفنيد محتوى الكتاب ومتنه تحليلاً وتفصيلاً وعمقاً من خلال قراءته التي قدّمها في اتحاد كُتاب دير الزور استهلها : كتاب يناقش أهم وأبرز المسائل التي أثيرت حولها بعض الخلافات والتي جرت بين المعاصرين فيما يخص الرؤى الإسلامية ، محمد رشيد رضا وضع تلك الرؤى لهذا كله فأراد أن يزيل ما لحق بها من تشويه ، فشرع في تبيين حقيقة تلك التبعية التي يتحمَّلها المسلمون جيلًا بعد جيل وأمةً عن أمة، وبيَّن تاريخها وعلوَّ مكانتها وشرفَها، وضرورتَها للمسلمين وحاجتَهم إليها، وتوضيح ما يلحق المسلمين من أذى إذا تركوها وانفضُّوا عنها. وتابع العويد : لم يكن أمام «محمد رشيد رضا» سوى الاستمرار في الدعوة إلى إقامة نظام دستوري شامل يُصلح ما أفسده رجال «السلطان عبد الحميد الثاني» في الولايات العثمانية المختلفة؛ فبينما يُصر السلطان ورجاله على بثِّ الفُرقة بين العرب والتُّرك، ونَشْر ألوان الاستبداد والظلم ومَنْع كل صاحب رأي أن يبوح بأفكاره وسط العامة، كان «رشيد رضا» يُصر من جهةٍ أخرى على أن يستمر في دعوته لإصلاحٍ سياسيٍّ ينتشل المسلمين مما وقعوا فيه مِن جَرَّاء السياسات الحميدية المُستبِدة.
يختم محاضرته : رشيد رضا مثل كتابُه حينها رسالةً خفية للباب العالي يُبين فيها نظام الخلافة وأصولها وأحكامها، من شروط الخليفة وطُرق تَولِّيه وأشكال البَيعة والشورى وغيرها، ليُبيِّن للعامة عهر النظام الحميدي وما وصلت إليه أوضاع الخلافة تحت سيطرته.
أمام كل ذلك, يلح علينا الواقع المعيش المتخلف في أمتنا العربيّة بشكل خاص, أن نعيد النظر في خطاباتنا الفكريّة والأيديولوجية الشعبويّة التي أثبتت فشلها عملياً, إن كان على مستوى الخطاب الديني أو مستوى الخطاب الوضعي, والبحث عن وعي جديد مطابق للواقع الذي نعيشه اليوم, قادر عبر مناهجه العلميّة العقلانيّة على تحليل هذا الواقع وإعادة تركيبه, مع تأكيدنا هنا على كل الحوامل الوطنيّة التي لم تفكر يوماً أن تتاجر بالوطن أو ترهنه لقوى أجنبية حفاظاً على مصالحها وتحقيقاً لشهوة سلطاتها الأنانيّة الضيقة
. يذكر آن الدكتور عدنان عويد رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بدير الزور