الفن السينمائي فن صناعة الصورة والصورة السينمائية هي تلك التي تجسد حدثاً وتعبر عن فكر أو رأي أو مقولة اجتماعية لنرى من خلالها الحياة ونتعرف على جوانبها المجهولة فيها بالنسبة إلينا وأسرار الحياة الإنسانية.
ويأتي كتاب “الفيلم السينمائي من الفكرة إلى الشاشة” تأليف فتيح عقلة عرسان والصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب الذي اعادت طباعته بعد 40 عاما من صدوره كوسيلة وإداة معرفية وموضوعية وعلمية تقف على فن صناعة هذه الصورة.
ويتكون الكتاب من ثلاثة فصول تناول الفصل الأول خصائص الإنتاج السينمائي والثاني المراحل التحضيرية لإنتاج الأفلام فيما تحدث الثالث عن تصوير الفيلم السينمائي.
وجاء في الكتاب أن السينما ليست فن التقاط الصورة وتركيبها ومزجها فحسب
بل هي فن حركة وتحريك الممثل وهي ليست فن وإبداع الرجل الواحد الوحيد أيا كانت إمكاناته ومواهبه الفنية والإبداعية والتقنية وقدرته على إعداد وخلق كل مستلزمات الصورة السينمائية والفيلم السينمائي.
ويؤكد الكتاب الذي جاء في 200 صفحة أن الفن السينمائي فن تركيبي يعتمد كل مكونات الإبداع في الفنون الأخرى “موسيقا وغناء وفن تشكيلي وتمثيل ورقص شعبي وتراث..” وصناعة تعتمد أرقى وأدق المكتشفات العلمية في مجال البصريات والصناعات التقنية السينماتوغرافية الحديثة كما أنه اقتصاد تطبيقي يعتمد جميع الاسس والمعايير الاقتصادية في عملية التصنيع والانتاج لتكون حصيلته النهائية شريطا سينمائيا مصورا مضمونه فكري تربوي او كوميدي ترفيهي.
ويتصف الفن السينمائي وفقا للكتاب بكل مواصفات السلعة التجارية ويتم تداوله والتعامل به ومعه على اساس كونه سلعة سينمائية يطلق عليها اسم الفيلم السينمائي معتبرا أن السنيما فن وصناعة واقتصاد مخطط ومبرمج وهي ثقافة وفكر وتربية “إيديولوجيا” علينا أن نهتم بها ونوليها كل عناية ورعاية على كل الصعد والمستويات.
ويجسد الكتاب أبرز واهم اسس تحقيق الفيلم السينمائي المتمثلة بمبادئ ومراحل إنتاج الفيلم بدءا من الفكرة حتى نسخة العرض والوصول بها الى الجمهور كما ان اهمية وضع الكتاب وتقديمه للمتخصصين والمهتمين والقارئ العادي تأتي من افتقار المكتبة السينمائية العربية إلى إصدارات تعالج الجوانب السينمائية ولا سيما أن ما ينشر ضمن هذا التخصص في الوطن العربي يقتصر على الجوانب الفنية والدراسات النظرية في تاريخ السينما.
يذكر أن فتيح عقلة عرسان مواليد درعا 1946-1983 حاصل على إجازة في إدارة الإنتاج السينمائي من المعهد العالي للسينما في موسكو عام 1972 ومدير إنتاج عدد من الأفلام السينمائية القصيرة والطويلة من إنتاج مؤسسة السينما ومدير شؤون الإنتاج السينمائي في المؤسسة من عام 1978 إلى 1981 ومدير عام المؤسسة لعام 1983 سنة وفاته.
وكان المؤلف من مؤسسي مهرجان دمشق السينمائي ومجلة الحياة السينمائية أشرف على إعادة اكتشاف وترميم الأفلام السورية الأولى وتكريم روادها الأحياء والراحلين وعمل على تأليف مجموعة من الكتب ومسرحية وكان عضوا في اتحاد الكتاب العرب ونقابة الفنانين.