ساهم انتشار زراعة الحدائق المنزلية بالخضار في ريف محافظة الحسكة خلال السنوات الأخيرة بمساعدة الأسر الريفية على تحقيق الاكتفاء الذاتي وتأمين الخضار طيلة فصل الصيف وتخفيف الأعباء المالية عن الأهالي الناتجة عن الظروف المعيشية والحصار الاقتصادي الظالم المفروض على سورية.
مشاريع الحدائق المنزلية من المشاريع الصغيرة المهمة التي تستهدف الأسر التي تعمل بالزراعة ممن تأثر واقع إنتاجهم نتيجة الظروف المختلفة والتي نتج عنها عدم قدرتهم على زراعة مساحات كبيرة ليتم تقديم يد العون والمساعدة لهم بتوفير مستلزمات الإنتاج عن طريق الجمعيات الخيرية لزراعة مساحات صغيرة من خلالها تستطيع تأمين حاجتها من الخضار وبيع الفائض منها.
الفلاح عنتر خلف من منطقة مفرق الصديق بريف مدينة الحسكة الغربي أب لأحد عشر طفلاً يسجل قصة نجاح لفلاح كادح جاد على الأرض فجادت عليه بخيراتها اعتمد على جهده وتعبه ليطعم أطفاله من حديقته المنزلية التي زرعها بمختلف أصناف الخضار بعد أن استطاع تأمين بعض التجهيزات الزراعية المقدمة من مشروع دعم سبل العيش المنفذ من قبل جمعية البر والخدمات الاجتماعية.
الفلاح خلف أوضح لمراسل سانا أنه نتيجة الجفاف والظروف المختلفة التي أثرت على الواقع الزراعي في المحافظة تراجع إنتاج الفلاحين ضمن الحيازات الزراعية الكبيرة ولكن هذا لا يعني بالضرورة التوقف عن الإنتاج بل يجب على الفلاحين استثمار كل فرصة تسنح لهم لزراعة كل مساحة زراعية ممكنة والاستفادة مما تجود به الأرض وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
الفلاح خلف يوضح أنه للشهر الثاني على التوالي يأكل ويطعم أولاده من إنتاج حديقته المنزلية التي تقدر مساحتها بنحو نصف دونم زرع فيها مختلف أصناف الخضار الصيفية والتي وفرت عليه الكثير من الأعباء المالية والتي سيبقى إنتاجها مستمراً حتى دخول فصل الخريف.
وليس بعيداً عن أرض الفلاح عنتر خلف يسجل الفلاح عبد الرزاق خليف كذلك قصة مماثلة حيث تمثل ظروف قلة المياه تحدياً إضافياً لأهالي المنطقة ليتجاوز المشكلة عبر تمديد شبكة ري بالتنقيط والاستفادة من كل قطرة مياه في عملية الإنتاج الزراعي.
ويوضح خليف أنه نتيجة عدم وجود وارد مائي مستمر في المنطقة كان يزرع مساحة لا تتجاوز 100 متر بالخضار الصيفية وبالاستفادة من مشروع دعم سبل العيش تم تقديم بعض المستلزمات الزراعية ومنها شبكة ري بالتنقيط والتوسع بزراعة المساحة القريبة من منزله لتصبح 500 متر بمختلف صنوف الخضار.
ودعا خليف إلى التوسع في إقامة هكذا مشاريع صغيرة تخدم أهالي ريف المحافظة ولا سيما أنها محافظة زراعية بامتياز والفلاح فيها لديه خبرة كبيرة في المجال الزراعي مشيراً إلى أن الحديقة المنزلية وفرت له ولعائلته مختلف أصناف الخضار.
مدير الشؤون الاجتماعية والعمل إبراهيم خلف أكد أن المديرية تعمل بشكل جدي باتجاه تفعيل وتنفيذ المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر وسبل العيش من خلال التنسيق مع المنظمات الدولية وعلى رأسها المشاريع الزراعية كون المحافظة زراعية بامتياز وذلك عبر دعم الأهالي بالمستلزمات الخاصة بالإنتاج لزراعة المساحات الحقلية الصغيرة والحدائق المنزلية بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي للعوائل المحتاجة.
ولفت مدير الشؤون الاجتماعية إلى أنه إضافة إلى تنفيذ المشاريع الصغيرة الزراعية هناك اهتمام كذلك بإقامة المشاريع المهنية الصغيرة التي تستهدف أصحاب الدخل المحدود وتشغيل المهنيين الذين تعثرت مهنهم نتيجة الظروف المختلفة عبر إقامة دورات تدريبية مهنية وإدارة مشاريع ومن ثم تزويد من يشارك بها بمعدات ومستلزمات الإنتاج التي تساعدهم في افتتاح المهن التي تدربوا عليها وتحقيق دخل مالي يعيشون عليه وأسرهم.