المسرحي المخضرم ضرام سفان: النص يتلبسني و لا أجيد التعامل مع نص لا يجذب روحي

طريق الحرير مازال يمر بنا ومازالت رحلة المسرحي الفراتي المخضرم ضرام سفّان تتطلع لصياغة رؤى جديدة على خشبة المسرح التقيناه عند مركبه وكان لنا اللقاء التالي :

– ماهية المسرح عند ضرام سفان وكيف تعرفه ؟

– المسرح بالنسبة لي هو لعبة ، لعبتي التي رافقتني منذ أول عرض قدمته وأنا طفل على رصيف منزلنا الذي لم تستطع الحرب رغم قسوتها أن تنال منه ، بالطبع المسرح على مر العصور له قواعد وأسس ، قمت بدراستها جميعا ولكني لم أطبقها فالفن خُلق ليحطم القواعد ، أنا أعشق كل ماهو غير مألوف على الخشبة القاعدة الأساسية التي أسير عليها … هي ألا مقدسين في المسرح .

– هل نستطيع أن نقول أنه ليس هناك نضجا مسرحيا في دير الزور وهل أثرت الأزمة على الحركة المسرحية فيها ؟

– ما من نضج مسرحي في دير الزور وكل ماي قدم ماهو إلا نتاج اجتهادات شخصية ، والأزمة أثرت كثيراً ، عدت إلى دير الزور لأساهم وبكل تواضع في بناء فرقة مسرحية مع بعض الأصدقاء وقد شجعني الصديق والأخ ( محمد صادق فياض ) إلا أنني وجدت أن الحابل قد اختلط بالنابل وصار المسرح صنعة من لا صنعة له ، هناك بعض الأسماء التي تجرأت وصارت تمتهن هذه المهنة ، ربما لأنها تتكسب من ورائها ، المسرح موهبة أولا ثم تأتي الثقافة والدراسة ثانيا والموهبة تولد معنا ولا نربحها في لعبة قمار أو ورقة يانصيب .

أتمنى أن تعود الأمور إلى مجاريها ونصابها لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح وأتمنى من أصدقائي الفنانين الحقيقين وهم كثر أن يعودوا كي نستطيع صناعة مسرح بعيداً عن الزيف .

– هل نمتلك في دير الزور أدوات المسرح حتى نقول أن هناك مسرحا جاداً وهادفا ومتى يكون ذلك ؟

– إن كنت تقصد بسؤالك العلبة الإيطالية وتوابعها من إضاءة وكواليس .. وخشبة حقيقية فنحن لا نملكها نحن نجري تدريباتنا في صالة لا تصلح لأن تكون مسرحا أسوة ببقية المحافظات ، أما عن أدوات المسرح وأقصد صناعة عرض مسرحي فنستطيع أن نفعل ذلك في العراء لأن المادة الأساسية لصناعة عرض هي نص جيد ممثل موهوب ومخرج مثقف ونحن نمتلك ذلك لدينا رغم كل ما يحدث الكثير من الشباب الواعي والموهوب ولدينا كتاب على مستوى عال ولدينا أيضا بعض المخرجين الجيدين وأنا حالياً مع مجموعة من الأصدقاء نفكر في إقامة مهرجان مسرحي تقدم عروضه .. في الشارع وبين البيوت المدمرة باستطاعتنا أن نصنع مسرحا بملامح وبمواصفات جديدة مسرح برائحة البارود ولون الدم مسرح العبث ولد بعد الحرب العالمية باستطاعتنا أن نقدم مسرحنا الذي يشبهنا مسرح الوجع والموليا .

– هل نستطيع القول أن مسرح الطفل هو نواة لمسرح الكبار وهل لدينا مسرح طفل حقيقي ؟

– لا نستطيع لأن المسرح علم وتخصصات فللأطفال عالمهم السحري الملون الجميل ولكن علينا أن نفصل بين أمرين فعندما نكتب للطفل يجب علينا أن نكتب بنفس الجودة التي نكتب بها للكبار كما يقول ستانسلافسكي ،الجودة، فالبعض يكتب للأطفال بسهولة مما يفقد النص عنصر الجودة أنا أجزم بأن الكتابة للأطفال أصعب بكثير من أي نوع آخر إذ يجب عليك أن تكون أديبا ومحللاً نفسياً في الوقت ذاته ، أما بالنسبة لمفردات الإخراج من سينوغرافيا ومدارس الأداء والموسيقا ففي مسرح الطفل لها خصوصية وتختلف عن مسرح الكبار وحالياً في المركز الثقافي أعمل مع مجموعتي على تأسيس مسرح للكبار ومسرح للصغار ، ولكن هذا لا يمنع من أن يقدم الكبار عروضا للصغار ، أما بالنسبة لسؤالك هل لدينا مسرح طفل حقيقي في دير الزور نحن نعمل على ذلك إذ أننا نمتلك الخامة البشرية والدافع ويجب هنا أن أشكر كل من وقف بجانبنا ويكافح معنا لأن تأسيس فرقة في مدينة مثل مدينتنا يحتاج إلى كفاح نحن نعمل حالياً على أن تقوم العملة الجيدة بالقضاء على العملة الرديئة .

– عندما يستهويك نص مسرحي ماذا يخطر ببالك أولاً وماذا ينتج ضرام من أفكار حتى يجسده مسرحاً ؟

– هناك الكثير من النصوص التي تستهويني ولكني لا أقوم بإخراجها أنا فقط أقوم بإخراج النصوص التي تتلبسني ، فهي تنام معي تشرب معي وتذهب معي للحمام ، النص المسرحي إن لم يجذب روحي فأنا لا أجيد التعامل معه ، هنا تبدأ لعبة الإخراج عندي فأنا أصاب بلوثة الخشبة فتتصارع ملائكتي وشياطيني على حلبة واحدة هذا أنا أخرج كل ذاكرتي الانفعالية وأكورها على شكل جنون لأصنع عرضا لا يتجاوز الساعة ثمة الكثير من العروض الناجحة وثمة الفاشلة ولكني لا أقف، أنا أحارب الريح وطواحينها .

– ماذا يود أن يقول سفان في آخر مشهد من لقائنا ؟

– ما أود أن أقوله في نهاية اللقاء شكراً لكل الأصدقاء الذين آمنوا بفكرتي ووقفوا معي ومازالوا شكراً إيناس سفان شكراً خلود شكراً عمر ،خليل ، صادق فياض، جوني الجميل – فرح – رؤى – حنين – لامار – ماتيلدا – رنا – فيروز شكراً لمن لم أذكر اسمه ظلوا معي وأعدكم بأننا سنصل لحلمنا شكراً لمدير ثقافة دير الزور أحمد العلي وشكر خاص لمدير المركز الثقافي الصديق أحمد يساوي وأخيرا شكراً لك.

حوار:  خالد جمعة

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار