في كل استحقاقٍ وطني، سواءٌ كان هذا الاستحقاق دفاعاً بالسلاحِ أو بالرأي أو بالعمل أو استحقاقاً دستورياً، كنتم دائماً تضعونَ تعريفَكم الخاص لمعنى الوطنية ، و في كل مرحلة مررنا بها، كان تعريفُكم يحمل رسائلَ خاصة، سواء للصديقِ أو للعدو، تنطلق من ظروف تلك المرحلة و تتناسب مع تحدياتها، و مع أن رسائلَكم العديدة لم ينقُصْها في أي وقت من أوقات الحرب البلاغةَ و الحكمةَ و الوضوحَ الصارخِ بمفرداته، و المعاني العميقة التي تحملها السطور و ما بين السطور … إلا أن الخصوم و الأعداء أصروا على تجنبها و إنكارها، كجزء من سياساتهم المبنية على إنكار الواقع، و إنكار فشل و هزيمة سياساتهم، و عدمِ الاعتراف بانحطاط مبادئهم و أخلاقهم، و بدوا خلال سنوات مضت و قد أصابهم العمه العقلي … فهم يرون بعيونهم لكنهم لا يرون بعقولهم.
في هذا الاستحقاق فإن تعريفَكم للوطنية لم يختلف بالمضمون، لكنه اختلف بالطريقة والأسلوب، وسيختلف حتماً بالنتائج والتداعيات.. و ستخترق رسائلُكم كلَّ الحواجزِ و الدروعِ التي وضعوها حول عقولِهم … و ستنقل عقولَهم من حالة السُبات الإرادي التي عاشوا فيها لسنوات، إلى حالة التفكير القسري فيما يحصل على أرض الوطن.
قد يعجبك ايضا