مفهوم العمل بقيمتيه الأخلاقية والوطنية ومدى ارتباطها بالمجتمع بما يعكس الحالة الديناميكية التي تُبنى عليها افتراضات المجتمع القائمة على العمل، ذاك ما تحدث به المحاضران في الندوة التي أقامتها مديرية الثقافة بالتعاون مع اتحاد عمال دير الزور والتي حملت عنوان : (العمل قيمة وطنية وأخلاقية) . جاءت الندوة ضمن بمحورين أساسيين، تحدث في المحور الأول الدكتور عدنان عويد رئيس اتحاد الكتاب العرب وفي المحور الثاني الدكتور الشيخ مختار النقشبندي مستشار السيد وزير الأوقاف عن المنطقة الشرقية – مدير أوقاف دير الزور الأستاذ أحمد العلي مدير الثقافة وخلال تقديمه للمحاضرة والمحاور قال : (إن مفهوم العمل واسع وشامل والأمل هو الصيغة المطلقة ، وشعار الأمل بالعمل بتركيبته يعطي البعد ويفتح الأفق من جديد، لذلك نحن مع ذاك الشعار ومع من أطلقه لأنه يهب للحياة في سورية أن تمر بمرحلة التعافي أولا وهذا ما شهدناه ومرحلة البناء الفكري والعمراني على حد سواء ثانياً) وتابع : (يوم الاستحقاق في 26 الشهر سيكون بمثابة صفعة لكل من حاول النيل من سورية وكل ورقة اقتراع ستدخل الصناديق هي بمثابة رصاصة في صدورهم ، لذلك علينا جميعاً أن نؤكد حتمية سورية في سيادتها وأن نختار ربان سفينتنا لنبحر معه من جديد نحو شواطئ الأمل) . وأضاف العلي : (العمل والأمل تجديد حقيقي لرؤى مستقبلية أوضح ومعالمها تتجلى بقيمتها وهذا ما سيتحقق فعليا بدولة جديدة دولة لها سيادتها ولها كلمتها) الدكتور عويد تحدث في محوره تحدث عن أهمية الاستحقاق الرئاسي من الناحية القانونية الدستورية ومن الناحية الأخلاقية وقال:( الاستحقاق الرئاسي يجب أن يؤدى في وقته المقرر له وفق الدستور ، لذلك هو واجب أخلاقي على كل مواطن سوري بغض النظر عن أسماء السادة المرشحين ، إن تعدد المرشحين لهذا المنصب هو دليل قاطع على حرية الاختيار بالنسبة للمواطن دون إكراه أو إلزام له). في الشق الثاني من الورقة التي قدمها عويد أشار فيها إلى أهمية شعار الأمل بالعمل في حياة الفرد والمجتمع إن كان عملاً فكريا أم عضلياً وقال: (هذا وقد بين كيف بالعمل بدل الإنسان بالطبيعة وبدل في نفسه ، فلولا عمل الإنسان ما قامت الحضارات وتطورت تاريخياً.. نعم في العمل يخلق الإنسان نفسه). الدكتور النقشبندي تحدث في محوره عن صياغة الدين عندما تتجلى في مفصليات المجتمع فالمؤسسة الدينية كانت ومازالت مدماكاً حقيقياً في العمل مع تكوين المجتمع وهي التؤام الحقيقي للجيش والرديف الذي اتسعت أفقه برؤى إسلامية منفتحة استطاعت أن ترسم نهجها الواضح خلال الحرب على سورية فالعبادة ليست عبادة فرض فحسب بل هي عبادة تعاملية ، عبادة أخلاق وهناك أكثر من 70 آية كريمة تحث على العمل وتابع النقشبندي : (لعل من يقرن العمل بالأمل بهذه الرؤية الشمولية يستحق أن نهبه صوتنا في الاستحقاق الرئاسي ، ونحن نخرج من حرب كونية حاولوا النيل منّا لكن كلمتها وسيادتها جعلتها تنتصر). وبين الشيخ النقشبندي : (إن المشاركة في الاستحقاق الرئاسي المقبل في السادس والعشرين من شهر أيار هي واجب وطني وشرعي وأخلاقي فمن المنظور الديني الانتخاب حق وواجب لمن توفرت فيه شروط الانتخاب ووطني لأنه يمنحنا تمسكنا بثوابتنا الوطنية وهذا يتجلى في حقيقة في القائد الذي حافظ على كرامة سورية وهيبتها أمام العالم أجمع وواجب أخلاقي كونه يهبنا تماسكنا ويعبر عن حضارتنا بأننا بلد الحضارات) . وختم النقشبندي حديثه بضرورة المشاركة بالاستحقاق الرئاسي لأنه واجب وأمانة على الجميع أن يؤديها وقد قال الله تعالى ” إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له ” ، وإن من أعظم الأمانات هي أمانة الاختيار للإنسان وخصوصاً من يكون مسؤولاً عن وطن وعن شعب فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، ومن واجب كل مواطن أن يدلي برأيه ويختار الشخص المناسب الذي يصون الوطن والمواطن
خالد جمعة