حذا المسرح القومي في محافظة الحسكة خطوة جديدة في مسيرته من خلال تسخيره المسرح العبثي لمعالجة محتوى عرض “السقوط” المأخوذ نصه من مسرحية “التعري” للكاتب البولوني سلافير مرجيك والذي أخرجه باسل حريب وقدم ضمن فعاليات اليوم الثاني من مهرجان الحسكة المسرحي.
عرض السقوط الذي قدم على خشبة ثقافي الحسكة لم ينأ فيه المسرح القومي بنفسه بعيدا عن المواضيع ذات البعد الوطني والقومي فهو يتناول بشكل غير مباشر مآل الواقع العربي وحالة الضعف والتفكك التي تعيشها البلدان العربية نتيجة تخاذل وخيانة بعض الأنظمة العربية وتبعيتها للغرب.
العرض قدمه ممثلون شباب هم “بشار الضللي ويوسف شاكر وأحمد الصالح”.
مخرج العمل باسل حريب أوضح أن العرض يعالج فكرة تحكم الرأسمالية العالمية بحياة ومصائر الشعوب من خلال شخصيات العرض وحالة الضياع التي تعيشها تلك الشعوب جراء تحكم الخارج بها لافتا إلى أن للعرض رسالة وطنية وقومية ودعوة لتوحيد الصف العربي وتمتين أواصر الأخوة والمحبة بين أبناء الأمة الواحدة وعدم المراهنة على الغرب.
مدير المسرح القومي اسماعيل خلف والمشرف على العرض قال: حاولنا من خلال العرض الذي ينتمي إلى مسرح العبث الإسقاط على ما يحدث على الساحة العربية بطريقة غير مباشرة عبر تجسيد شخصيات مرتهنة للغرب لافتا إلى أن المسرح القومي سعى من خلال دورات مهرجان الحسكة المسرحي المتتابعة إلى تطوير حالة الاستمرارية والحرص على صبغ كل دورة مسرحية بصبغة معينة فمهرجان العام الماضي خصص للطفل وفي العام الذي سبقه للمونودراما والمهرجان الحالي منوع ويعتمد مبدأ ثنائية الشخصيات ولكن القاسم المشترك بين جميع الأعمال هو التركيز على البعد الوطني.
أما الممثل الشاب أحمد الصالح فيوضح أنه جسد شخصية الثرثار الذي يحاول أن يعمل شيئا دون معرفة النتائج فيقع دائما في الصدام مع الآخرين موضحا أن تفاعل الجمهور كان جميلا وأن تجسيد الأدوار العبثية تطلب منه تقديم تدفق إحساس كبير لإيصال الفكرة إلى الحضور.
الممثل الشاب يوسف شاكر جسد شخصية الإنسان المنقاد.. يرى أن الرسالة الأهم لدوره هي ضرورة تغليب المصلحة الكلية على الشخصية وتعزيز سبل الحوار للمواضيع المختلف عليها.
رقم العدد: 4225