عاشت في سورية منذ 1200 عام قبل الميلاد لتبقى “الآرامية” لغة السيد المسيح حية في قرى القلمون السوري “معلولا وجبعدين وبخعة” فجاء مهرجان “اللغة الآرامية الأول” ثمرة جهود استمرت 3 أعوام للاحتفاء بلغة طالما شكلت هوية سورية أصيلة على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون مساء اليوم.
المهرجان الذي جاء على صيغة مشروع متكامل عملت عليه جوقات “لونا” للغناء الجماعي بقيادة المايسترو حسام الدين بريمو بهدف استرجاع إرث غنائي امتلكته سورية وأثر في الموسيقا الشرقية برمتها وإظهاره للعالم وليحفظ عبر التسجيلات الموسيقية كتحفة ضمن التراث اللامادي الذي تمتلكه سورية.
بدأ المشروع بتجميع الأغاني من الشاعر الراحل جورج رزق الله لينتقل إلى المرحلة الثانية من خلال مقارنة المفردات المتشابهة بين اللغتين العربية والآرامية لسهولة تحفيظها لجوقات “لونا” بمختلف الأعمار ومن ثم حفظ الكلمات والتركيب بين الجمل ما استدعى جهدا كبيرا لإطلاق المشروع.
المهرجان الذي يستمر يومين تنشد من خلاله جوقات “لونا” للغناء الجماعي “ألوان ورد قوس قزح وشام” بالآرامية أغاني وقصائد ومواويل من نظم الشاعر الراحل رزق الله يرافقها ترجمة باللغة العربية موزعة على 140 دقيقة تقدم خلالها 22 قصيدة يؤديها مئة مغن ومغنية وعشرون عازفاً وعشرون راقصاً لأوركسترا “ندى” وفرقة “ياونا” للرقص ببرنامجين مختلفين.
وجاءت أمسية اليوم وعبر 70 دقيقة لوحة متكاملة بين النغمة الموسيقية والكلمة والدبكات والرقص الشعبي من روح منطقة القلمون لأغاني الطفولة من جوقتي “ألوان وورد” وأغاني الحب من كورال “شام”.
وقدمت جوقتا “ألوان وورد” أغاني “على دلعونا” من التراث و”عيذا ايبرخ” أي “عيد مبارك” و”مايلفوناح” أي “معلمنا” ألحان حسام الدين بريمو و”عصوفرا” أي “صباحا” ألحان الأخوين رحباني.
بدورها قدمت جوقة شام أغان تراثية وهي “شروقي” قصيدة شروق و”لوخاثون” أي “تعالوا هنا” و”شبقوني” أي “تركوني” و”تي ثيليه” أي “من يأتي” ومن الحان ناظم نعيم وأغنية “نفيكا” أي “طالعة” لتختتم الجوقات الثلاثة الأمسية بأغنية “سورية زخيه” أي “سورية المنتصرة” ألحان فيليمون وهبه.
ومن المقرر أن تقدم أيضا يوم غد وعبر 70 دقيقة 11 أغنية آرامية تؤديها جوقات “لونا” للغناء الجماعي “ألوان وورد وقوس قزح وشام” بمرافقة أوركسترا “ندى” وفرقة “ياونا” للرقص على خشبة مسرح الأوبرا.
يذكر أن الشاعر الراحل جورج رزق الله من أهالي معلولا 1937-2017.
قام بتأليف الأشعار والأغاني وردات العراضات والمناسبات الدينية والـأهازيج الشعبية باللغة الآرامية وتوجه عام 2000 للبحث العلمي مع بداية تأسيس معهد اللغة الآرامية، له العديد من المؤلفات والترجمات في صلب اللغة الآرامية وحائز على العديد من شهادات التقدير والجوائز داخل سورية وخارجها.
وفرقة “لونا” للغناء الجماعي تضم خمس جوقات وأوركسترا تعمل لإنعاش الغناء الجماعي وإظهار جماليته والمساهمة في إعادته إلى المشهد الثقافي العربي ويشرف عليها المايسترو حسام الدين بريمو.
رقم العدد: 4207