موسم وافر للكمأة في أسواق الحسكة

 

الحسكة-سانا

على غير العادة وخلافاً للمواسم السابقة يشهد سوق بيع مادة الكمأة أو كما تعرف محلياً “الجما” زيادة في الكميات المطروحة ضمن أسواق مدينة الحسكة وعلى حد تعبير أهالي البادية فالمؤشرات إيجابية لموسم وفير نتيجة الأمطار المترافقة مع الرعد الذي يعتبر مؤشراً طبيعياً لظهور الكمأة.

وتعتبر بادية الحسكة الممتدة من الحدود السورية العراقية شرقاً وصولاً إلى مناطق جبل عبد العزيز في الجهة الجنوبية الغربية للحسكة مروراً بالحدود الإدارية الفاصلة بين محافظتي الحسكة ودير الزور من أهم المناطق التي ينبت بها نبات الكمأة.

ومع الهطولات المطرية الغزيرة التي شهدتها مناطق بادية الحسكة وتجاوزت المعدلات السنوية زادت فرص ظهور نبات الكمأة الذي يتم جنيه عن طريق أهالي البادية من أصحاب الخبرة بالأراضي التي يتواجد ضمنها ولا سيما أنها تشكل مصدر دخل موسمي لأهالي البادية.

ويشير عدد من أهالي البادية إلى أن الكمأة تشكل مصدر دخل جيد نظراً لارتفاع سعرها المرتبط بنوعها وحجمها فكلما زاد كبر الحجم زاد السعر وهناك سعر محدد لكل نوع والأغلى بينها ما يعرف محلياً بالزبيدي وهي الكمية الأكبر التي تطرح في أسواق الحسكة وتلقى رواجاً كبيراً لدى الأهالي ويتراوح سعر الكيلوغرام الواحد من الكمأة حالياً بين 3000 و 6000 ليرة سورية.

السيدة عمشة من سكان البادية تستغل هذه الفترة للبحث عن الكمأة وتقول: “نخرج من الصباح الباكر للبحث عن الكمأة وتستغرق عملية البحث ما بين 8 و 12 ساعة يومياً بشكل منتظم وهناك دلالات لظهور الكمأة وهي عادة ما ترتبط بظهور نبتة بجوارها تدعى الخشخاشة وهذا دليل على أن الأرض فيها وفرة وبمجرد العثور على كمأة واحدة تبدأ عملية البحث في محيطها بشكل دائري.”

وتتابع السيدة عمشة: أن الكمأة تنمو تحت الأرض وخلال البحث نركز على الفقع أو الأرض المتشققة والمرتفعة قليلا عن المستوى الطبيعي للمنطقة مؤكدة أن هذا الموسم يختلف عن كل المواسم السابقة لناحية ظهور النبات بشكل مبكر وكبير في أراضي البادية.

ويقول المهندس الزراعي رجب السلامة: إن “الكمأة” نوع من أنواع الفطور ويسهم الرعد والبرق والمطر خلال شهري تشرين الأول وتشرين الثاني بظهوره ويطلق سكان البادية على هذه العملية اسم “التوسيم” وهذا يدل على موسم وفير من الكمأة وخاصة إذا تبعت هذه العملية أمطار وفيرة.

ويضيف سلامة: إن الكمأة من المواد ذات الفائدة الغذائية الكبيرة لاحتوائها على كميات كبيرة من المعادن والبروتين كما تمتاز بطعمها اللذيذ والشهي وتنبت في المناطق غير المزروعة “البور” وهناك عدة أنواع وأشكال لها ولعل أكثرها انتشاراً هو ما يطلق عليها محلياً الزبيدي.

وبحسب عدد من الباعة فإن غزارة إنتاج المحافظة هذا العام من مادة الكمأة شجع بعض التجار من المحافظات المجاورة للقدوم إلى الحسكة وشراء كميات كبيرة منها موضحين أن هذا الأمر قد يزيد الطلب محلياً على المادة ويبقي أسعارها مرتفعة في الوقت الحالي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار