بعد انقضاء ما يقارب الخمس سنوات على توقف طباعة الصحف الورقية اليومية في سوريا، وهو التوقف الذي بدأ مع تداعيات جائحة كورونا عام 2020، وفشل وإفلاس النظام البائد بدأت ملامح عودة “الحبر” إلى المشهد الإعلامي تلوح في الأفق، هذه العودة المرتقبة، التي تجسدت في إعلانات عن استئناف إصدار صحف عريقة مثل “الثورة” تحت اسم يليق بها وهو الثورة السورية.
وقال وزير الإعلام حمزة المصطفى، خلال حفل الانطلاقة الجديدة لصحيفة الثورة السورية: نستعيد اليوم ما سلب منا، ونعيد إلى سوريا صوتها الذي أسكتته الرقابة الأسدية عقوداً مديدة.
اليوم نطلق الصحافة المطبوعة لتكون مرآ ة لوجع الناس وحياتهم اليومية، وآمالهم في فضاء من النقاش الحر، الصحيفة المطبوعة بيان وجود وهوية.
وأضاف: أدمجنا الأبعاد الثلاثة في صحيفة الثورة السورية فهي جريدة ورقية وموقع إلكتروني ومنصة تعيد إنتاج المحتوى في وسائل التواصل الاجتماعي، اخترنا لهذه الصحيفة اسم “الثورة السورية” تخليداً لها وتمييزاً عن انقلاب البعث وثورته الهدامة، واخترنا لها شعاراً هو فاصلة الحق، رافعة العمران.
المدير العام لمؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر خالد الخلف قال في حديثة: مضمار الصحافة من أشد الميادين صعوبة، وخصوصاً في بلد دمـره النظـام المخـلوع وتركت
حربه ندبات وتصدعات مجتمعية عميقة ورواسب يجرفها الوعي السوري الذي أذهل الجميع بعد التحريرـ، كان القلم بيد الأفرع الأمنية والجهات السياسية، وكان المثل المعروف سائداً “حكي جرائد” بتصغير عملها وإشاعة سمعة سيئة، وإيماناً من القيادة السورية الجديدة بعد التحرير بأهمية هذا الدور أولت للإعلام اهتماماً منذ اللحظات الأولى لدعم الإعلام وعودة عجلة المؤسسات للعمل وتقديم محتوى رصين يليق بالسوريين.
وأضاف: نعد جمهورنا الكريم بصحافة وطنية تليق بهم، وندعوهم لمشاركتنا همومهم ومعاناتهم لنوصلها للمسؤولين.
من جانبه رئيس تحرير صحيفة الثورة نور الدين الإسماعيل تحدث خلال حفل إطلاق صحيفة الثورة السورية في الذكرى الأولى لعملية ردع العـ دوان: “اجتماعنا اليوم لنشهد ميلاد صحيفة تليق بسوريا الجديدة، صحيفة ترقى بتضحيات السوريين وآلامهم لمدة 14 سنة، التاريخ يُكتب من جديد، في لحظةٍ نعلن فيها فتح أبواب مرحلة جديدة، تقوم على الشفافية، على الحوار، وعلى حرية الكلمة المسؤولة.
وأضاف: الصحافة هي مرآةُ المجتمع، ولسانُ حال الناس، وفضاءٌ يلتقي فيه الرأي والرأي الآخر، عملنا بكل جهدنا خلال الأشهر الماضية وبكل ماأوتينا من قوة وجهد لنكون عند حسن الظن بنا، نظمنا دورات تدريبية للكوادر وعززناها بخبرات أوسع، لنواكب الصحافة المتطورة في مختلف الميادين.
واختُتم الحفل بعرضٍ مرئي يوثّق تاريخ تطور الصحافة في سوريا عبر المراحل المختلفة، بدءًا من العهد العثماني، مرورًا بفترة الانتداب الفرنسي، ووصولًا إلى سنوات القمع الإعلامي في ظل سلطة البعث، قبل أن تستعيد الصحافة السورية اليوم دورها الحر في التعبير عن نبض الناس وصوت الحقيقة.
ليعلن هذا الحدث بداية مرحلة جديدة للإعلام الوطني، قوامها الكلمة المسؤولة والإيمان بأن حرية الصحافة هي خط الدفاع الأول عن مستقبل سوريا.