التظاهر… لحظة تحول في سوريا

يشهد السوريون اليوم لحظة فارقة في تاريخهم المعاصر، مع ترسيخ حق التظاهر بوصفه أحد أبسط حقوقهم المدنية التي حُرموا منها لعقود طويلة في ظل النظام البائد، حين كانت الشوارع تتحول إلى مساحات مغلقة لا يُسمح فيها إلا بمسيرات التأييد.

ما يميّز المشهد اليوم أن الأمن العام يقوم بدوره الطبيعي في حماية المدنيين، وتأمين الممتلكات العامة والخاصة، وضمان أن تبقى الساحات مكانًا للتعبير السلمي لا ساحات للفوضى، هذا التحول في الوظيفة الأمنية يعيد الثقة بين الناس ومؤسساتهم، ويؤكد أن ممارسة الحقوق لا تتعارض مع حفظ النظام، بل تتكامل معه.

غير أن نجاح هذه التجربة الوليدة يتطلب وعياً جماعياً يحول دون انجرار السوريين إلى مخططات تهدف لجر البلاد نحو الفوضى، أو تحويل الحراك الشعبي إلى منصات صراع المطالب ترفع، والآراء تسمع، لكن تحت سقف السلمية واحترام القانون.

إن ترسيخ حق التظاهر هو خطوة أولى نحو فضاء عام أكثر صحة، يسمح للسوريين بإعادة تشكيل علاقتهم بدولتهم ومستقبلهم. اسماعيل النجم

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار