أين “الأندوف” يا مجلس الأمن؟

هارباً من محاكمته بتهم الفساد، حشد نتنياهو قياداته السياسية والأمنية والعسكرية وأجرى جولة اطلاعية على المناطق التي احتلتها إسرائيل في الجنوب السوري عقب سقوط النظام البائد، جولة وصل صداها إلى أكثر من مئة وخمسين مليون متابع عربي وعالمي، وانقسم هؤلاء وغالبيتهم من الجيل الشاب، بين غاضب خصوصاً من المتابعين العرب، ومنصف عالمي يقر بالاتفاقيات الدولية الموقعة تحت مظلة مجلس الأمن، وبين فئة لا تصل إلى الثلث منهم ساخر وشامت وهؤلاء من فلول النظام البائد وأيتام إيران، قادوا حملة موجهة استهدفت كبرى المنصات العربية، ومنهم عالمي مغيب لا يعرف سوى أن إسرائيل محقة مهما فعلت.
أمام هذه الإحصائيات والتفاعلات مع الحدث فإن سوريا الجديدة في مواجهة تحد خطير يمس سيادتها وأمنها واستقرارها، خصوصاً مع مرحلة إعادة البناء وتشكيل دولة من لا دولة تركها النظام الساقط، ومع موقف دولي خجول وصمت أمريكي وتعنت إسرائيلي يضرب بعرض الحائط القانون الدولي واتفاقية 1974 ويدوس على خط مجلس الأمن البنفسجي ومنطقته العازلة التي اتفق العالم كله عليها عام 1974، ويطرد قواته المسماة بالأندوف والتي مهمتها أن تحمي المنطقة العازلة، كل هذا ومجلس الأمن لا يحرك ساكناً، وأمريكا التي كانت راعية الاتفاق لا تمارس أي ضغوط فعلية على إسرائيل، لهذا فالتحدي كبير والمهمة شاقة أمام السوريين.
بالحكمة والمرونة والنفس الطويل تمكنت سوريا الجديدة أن تتجاوز جميع العقبات السياسية والدولية حتى الآن، وتعمل داخلياً على إنشاء الدولة الحديثة، وستتمكن من استعادة أراضيها المحتلة لأنها تستند إلى الشرعية والقانون الدوليين، ولأن قيادتها ليست منفصلة عن شعبها كما كانت القيادة الساقطة، بل تمتلك الشرعية الشعبية والشرعية الدولية في وجه حكومة إسرائيلية متطرفة فاسدة يلاحقها قانونها قبل القانون الدولي.

الفرات

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار