لم تكن مجرد زيارة بالمعنى اللغوي والتقليدي، كانت حضور شرعية التاريخ العميق والمتجذر الذي بدأ بوثيقة مقدسة أملى كلماتها الشريفة الرسول الكريم بنفسه على معاوية بين أبي سفيان، فأعطى المسيحيين أمنهم وحقوقهم وحرية عبادتهم في أول وثيقة عيش مشترك شهدها التاريخ.
إن الآية الكريمة التي كتبها السيد الرئيس، والحب الذي وجهه عبر كلماته إلى المسيحيين سلطا الضوء على تاريخ ومستقبل يستمدان شرعيتهما من الوطن الذي جمع كل المؤمنين على اختلاف طرقهم إلى الله عز وجل تحت سقف واحد.
زيارة تحمل كل الحب من رئيس يجمع عليه كل السوريين، ويجمعهم أنه لا يفرق بينهم في العدل والمساوة والحرص على أمنهم وحرية إيمانهم ورفاهيتهم وبناء دولتهم الحديثة القوية والمزدهرة.
لم يكن التفاعل مع الحدث اعتيادياً على المستوى الوطني والعالمي، لأن الحدث نفسه لم يكن اعتيادياً ولا بروتوكولياً، فقد استعادت معه كبرى المحطات والقنوات والصحف العالمية شرعية تمتد لأكثر من أربعة عشر قرناً كانت فيه سوريا مهداً للتعايش والتلاحم، وكون متابعو هذه المحطات والصحف صورة عن سوريا الجديدة اليوم والقادمة في الأيام التي ستحمل الأمان والرخاء والبناء يداً بيد من السوريين كافة.
الفرات