العام الدراسي الجديد بدأ في معظم المحافظات، الطلاب توجّهوا إلى كلياتهم، والمقاعد امتلأت بالآمال، إلا في الحسكة… المدينة التي صارت خارج القيد الجامعي.
قرار مجلس التعليم العالي رقم (361) بإيقاف القبول في كليات فرع جامعة الفرات بالحسكة للعام الدراسي 2025-2026 لم يكن مفاجئًا بقدر ما كان موجعًا.
فبعد أن توقفت الدوائر الحكومية والمدارس، جاء الدور على الجامعة، آخر ما تبقّى من مظاهر الحياة العامة في المحافظة.
لم يعد في الحسكة سوى الذاكرة الجامعية.. قاعاتها الفارغة، لوحاتها التي علّقت عليها أسماء طلابٍ حلموا بالتخرج هنا، وممراتها التي كانت تضجّ بالنقاشات والكتب والمستقبل.
اليوم، كل ذلك مؤجَّل… إلى أجلٍ لا أحد يعرفه.
الجامعة كانت الملاذ الأخير لأبناء المحافظة، بوابتهم إلى البقاء، وها هي تُغلق بصمتٍ رسمي.
الحسكة، التي علّمت أبناءها الصبر والعلم معًا، تُختزل اليوم في قرار إداري يحمل رقمًا باردًا، لكنه يترك في النفوس أثرًا ساخنًا من الغضب والخذلان.
يا وجعنا على الحسكة… مدينةٌ تُقصى من التعليم خطوةً خطوة، حتى بات السؤال المؤلم:
هل يُراد للحسكة أن تُمحى من خارطة جدول القبول الجامعي والتعليم الرسمي أم هي فترة مؤقتة..؟
حجي المسواط