حينما يكون كلام المسؤول صريحاً وشفافاً وواضحاً وبعيداً عن إطلاق الخطابات الرنانة واللغة المنافية للحقيقة والمنفصلة عن الواقع، فإنه يصل إلى المراد منه وهو مخاطبة الشعب بصورة مباشرة وبناء مزيد من الثقة بينهما.
وهكذا كان لقاء السيد الرئيس أحمد الشرع الذي تابعناه على شاشة الاخبارية السورية، في أول لقاء يجريه السيد الرئيس مع الإعلام الوطني.
الرئيس الشرع كما عهدناه تحدث بلغة سهلة وقدم أفكاراً واضحة تناول خلالها مجمل القضايا التي تهم كل أبناء سوريا، وكانت إجاباته مفيدة تقدم الحقيقة بصورة مجردة مستمدة من الواقع، وتقدم الرؤية التي يحملها حيال مجمل مايدور على الساحة المحلية والإقليمية والدولية.
الرئيس الشرع تحدث عن وحدة سوريا، وعدم التنازل عن ذرة تراب واحدة، وتناول ما جرى في السويداء، وواقع منطقة شمال شرق سوريا وأن كل ماجرى ويجري ينبغي أن يتم حله في الإطار الوطني بعيداً عن طموحات وأحلام من يريدون التقسيم أو استجلاب التدخل الخارجي، وهذه المناطق هي جزء لايتجزأ من سوريا ومصلحة الجميع مع دمشق.
وتحدث الرئيس الشرع عن الدبلوماسية السورية والعلاقات التي تم بناؤها خلال الأشهر الماضية مع الدول العربية والاقليمية و باقي دول العالم ووصفها بالعلاقات الجديدة والجيدة، ولفت إلى أن سوريا استطاعت أن تجمع مابين المتناقضات الحالية العالمية.
كما تحدث خلال اللقاء عن الخطوات التي تم اتخاذها على صعيد إصلاح الاقتصاد والتعليم ومختلف جوانب الحياة، مؤكداً أن سوريا اليوم تعيش مرحلة انتقالية مؤقتة وأنها ستبنى بشكل صحيح لكننا نحتاج للصبر والثقة .
بالمجمل تابع السوريون اللقاء وخرجوا بانطباع عزز لديهم ما يعيشونه منذ الثامن من كانون الأول من شعور إيجابي، بأنه أصبح لديهم رئيساً يتحدث بكلمات يفهمونها ويقدم أفكاراً تصلهم بسهولة ودون عناء، بعد أن ظلوا لأكثر من خمسة عقود من الزمن يجبرون على سماع خطابات خشبية مليئة بالوعود الكاذبة والأفكار التي يصعب تفكيكها ولايمكن فهمها.
الفرات