دير العز…… من رحم الدمار تُبنى الأمل

حجي المسواط

في محافظة دير الزور، حيث طال الدمار كل حجر وكل ذكرى، اتت  حملة “دير العز” لترسم بصمة جديدة في تاريخ هذه المدينة التي تحمل جراحًا عميقة، لكنها لا تزال تنبض بالحياة والعزم.

هذه الحملة، التي اجتمعت فيها أيدي أبناء سوريا من درعا إلى حمص، ومن حماة إلى الحسكة، ومن حلب إلى دمشق، واللاذقية وطرطوس  هي رسالة واضحة: أن الوحدة والتكاتف هما أساس البناء، وأن الحرب لم تستطع أن تقتل إرادة الحياة في نفوس السوريين.

دير الزور، المدينة التي شهدت أحداثًا عصيبة، وهجرها الكثير من أبنائها إلى أصقاع الأرض، تبقى في الذاكرة حيةً بأحيائها وشوارعها ونهر الفرات العظيم، الذي يروي حكايات الأجداد والأحفاد. اليوم، يعود أبناء هذه الأرض ليعيدوا إليها روحها، بسواعدهم وإصرارهم.

من خلال هذه المبادرة، يتجسد الأمل في أبهى صوره: متطوعون ينقلون الأنقاض، يزرعون الأشجار، يرممون المنازل، ويعيدون الحياة إلى المدارس والمرافق العامة. كل هذا يتم بتعاون نادر، يجمع بين مختلف أطياف المجتمع السوري، ليؤكد أن المستقبل لا يُبنى بالحديد والنار، بل بالإرادة والإيمان.
و نهر الفرات، الشاهد الأبدي على تاريخ هذه الأرض، يرى اليوم وجوهًا جديدة تحمل معاول البناء بدلًا من البندقيات، وتحمل الأمل بدلًا من اليأس. هذه هي سوريا الحقيقية: سوريا التآخي والعطاء.

إن حملة “دير العز” ليست مجرد إعادة إعمار، بل هي إعلانٌ للعالم أن شعبًا تجذره الأرض لا تستطيع الحرب أن تمحو أحلامه. فتحية لكل من يساهم في هذه المسيرة، وكل خطوة  لإعادة الحياة إلى دير الزور هي خطوة نحو غدٍ أفضل لجميع السوريين.
“وحدنا نبني.. ومعًا نعيد الحياة إلى كل حجر”.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار