أزمة بيئية وصحية تتفاقم.. سوق الجواني في البوكمال يختنق تحت جبال من النفايات

في مشهد يكرر نفسه يوميًا، تحولت أجزاء من السوق الجواني (المحفار) في مدينة البوكمال، وخاصة المحاذية لسوق الخضرة المركزي، إلى مكب عشوائي للنفايات، مما أثار استياء وغضبًا كبيرًا لدى رواد السوق والتجار على حد سواء، محذرين من مخاطر صحية وبيئية جسيمة تهدد الجميع

عند التجول في الأزقة المحيطة بسوق الخضرة، تطالعك أكوام من القمامة المتنوعة التي تجمعت على مدى أيام؛ حيث تتكدس بقايا الخضروات والفواكه التالفة، والأكياس البلاستيكية، ومخلفات التغليف، وغيرها من النفايات، مما حول المكان إلى بؤرة للروائح الكريهة ومصدر لتجمع الحشرات والذباب، الذي يغزو محلات التجار القريبة، حاملًا معه مخاطر انتقال الأمراض
ويقول أبو محمد، أحد بائعي الخضار في السوق، بلهجة مليئة بالاستياء: “الوضع لم يعد محتملًا. كل يوم نصل إلى سوقنا لنجد هذه الجبال من القمامة أمام محلاتنا. الذباب انتشر بشكل رهيب، والروائح تخنق الزبائن وتطردهم. نحن نخشى على صحتنا وصحة أطفالنا الذين يرافقوننا، وعلى صحة الزبائن الكرام مع فصل الصيف و درجات الحرارة بالارتفاع، تتصاعد المخاوف من أن تتحول هذه التراكمات إلى كارثة حقيقية، حيث ستساهم الحرارة في تسريع تعفن النفايات العضوية، مما يزيد من شدة الروائح وينشر الأمراض بشكل أوسع، كما يشكل بيئة خصبة لتكاثر القوارض والحشرات الضارة.
يطالب السكان والتجار الجهات المسؤولة في بلدية البوكمال والجهات المعنية بالتدخل الفوري والسريع لمعالجة هذه الأزمة المتكررة.
وتتمحور مطالبهم حول:
– زيادة وتيرة عمليات جمع النفايات من المنطقة، خاصة في فترات المساء بعد انتهاء أوقات الذروة في السوق
– توزيع حاويات قمامة كافية ومحكمة الإغلاق في مواقع استراتيجية داخل السوق وحوله لمنع التخلص العشوائي.
– تنظيم حملات توعية للتجار والمواطنين حول أهمية الحفاظ على النظافة العامة والالتزام بوضع النفايات في الأماكن المخصصة.
– فرض غرامات رادعة على المخالفين الذين يتخلصون من نفاياتهم بشكل عشوائي
في حين تتحمل الجهات الخدمية المسؤولية الأكبر في تقديم الخدمة الأساسية المتمثلة في جمع النفايات، يؤكد عدد من الناشطين المجتمعيين على أن الحل لا يكمن فقط في التدخل الرسمي، بل أيضًا في تعاون الجميع. ويشيرون إلى ضرورة قيام التجار والسكان بدورهم في الحفاظ على نظافة محيطهم، من خلال التخلص السليم من نفاياتهم في الأماكن والمواعيد المحددة، مما يساهم في تخفيف حدة المشكلة وخلق بيئة نظيفة وآمنة للجميع.
ويبقى السؤال المطروح: إلى متى سيبقى سوق الجواني رهين هذه الأزمة؟
وهل ستتحرك الجهات المعنية قبل أن تتحول المنطقة إلى بؤرة للأمراض والملوثات

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار