رغم استعادة الاستقرار في مدينة البوكمال، إلا أن قطاع التوجيه التربوي لا يزال يعاني من مشكلات عميقة تعرقل سير العملية التعليمية وتُضعف من فعالية العمل التربوي في المدينة.
المجمع التربوي في المدينة، الذي يُفترض أن يكون الحاضن الأساسي للعمل الإداري والإشرافي، يفتقد لأبسط مقومات البنية التحتية، نوافذ مكسّرة، مبنى قديم مهترئ، لا إنارة، ولا تجهيزات، ناهيك عن نقص الآليات التي تعيق حركة الموجهين وتنقلهم بين المدارس.
وإذا كان المبنى يفتقر للمعدات، فإن الكادر البشري ليس بحال أفضل، فلا وجود لموظفين إداريين كافيين، ويقوم أمين سر أساسي واحد بمهام تتطلب فريقًا كاملاً، في حين يُسند منصب رئيس المجمع” شكليًا دون توفر الصلاحيات أو الكوادر اللازمة لدعمه.
أخطر ما في المشهد هو غياب الموجهين التربويين والاختصاصيين ما يُفقد المعلمين الدعم الفني والتربوي اللازم، ويترك العملية التعليمية بلا إشراف فعلي. كما تعاني مدارس المدينة والريف من نقص حاد في المدرسين والمدراء حيث تُضطر بعض المدارس لتكليف مديرين بالوكالة دون تأهيل إداري مناسب.
هذا الواقع التربوي الصعب يهدد جودة التعليم، ويزيد من الأعباء على المعلمين والطلاب، وسط غياب واضح للخطط الداعمة أو حتى الحد الأدنى من الموارد التشغيلية
أهالي المدينة والمجتمع التربوي يناشدون وزارة التربية ومديرية تربية دير الزور بالنظر العاجل في وضع المجمع التربوي في البوكمال، وإرسال كوادر متخصصة، ودعم المجمع بالمستلزمات الأساسية التي تحفظ كرامة العملية التعليمية وتعيد الحياة لمؤسسات تربوية باتت تعاني من الإهمال والنسيان.
الفرات

