هناك إجابة بديهية يعرفها القاصي قبل الداني عن سؤال” لماذا يتركز النشاط العسكري لـ “قسد” بشكل ملحوظ في المناطق ذات الأغلبية العربية، تحت غطاء محاربة تنظيم “داعش”؟.
حملات نزع السلاح والاعتقال، التي لا تطال المناطق الكردية، تحاول على المستوى الإعلامي وصم العشائر العربية بالداعشية، مخفية الأهداف الاستراتيجية الخبيثة، والتي تصمم لـ”قسد” في مكان ما، ثم ترسل للتنفيذ، ولعل أولها هو إضعاف القدرة الدفاعية للعشائر العربية، ومنعها من تشكيل أي قوة مسلحة مستقلة قد تنافس أو تعترض سياسات “قسد” وما يسمى الإدارة الذاتية.
تقوم “قسد” ضمن أجندتها بخلق شرخ اجتماعي بين العرب والأكراد لضمان ولاء الأكراد لها بحجة المظلومية، وتكمن الخباثة في استخدام المظلومية ذاتها مع الأطراف الدولية والتحالف الذي يبرر سرقته عن طريق “قسد” لثروات المنطقة بمحاربة “داعش” والإرهاب، هي إذاً بروبغندا مزدوجة المصالح يقع العرب في جزيرتهم ضحيتها.
تظن “قسد” ومن وراءها أنه يمكن فعلاً إحداث تغيير ديموغرافي ودفع العرب إلى الهجرة، وخلق كيان انفصالي يحرس نهب الثروات، وتشمل البروبغندا دائماً ذريعة “التعدد العرقي” لما يسمى قوات سوريا الديمقراطية، وهي ذريعة لا يصدقها الأكراد أنفسهم، وهم يدركون أن خلق الشرخ الاجتماعي ليس في مصلحتهم على المدى البعيد، بل في مصلحة “جماعة جبل قنديل” المستفيدين الوحيدين، حراس السرقات الكبرى ومالكي الفتات منها، بينما يعاني الكرد من سوء الخدمات وفي الوقت ذاته تستخدم هذه الذريعة لإلصاق أي انتهاكات بالشق العربي.
“لا يحيق المكر السيء إلا بأهله”.. غابت هذه الحكمة عند من رضي أن يكون أداة تنفذ مخططات لا تدرك منها شيئاً ولا تعرف عواقبها الخطيرة، وإذا كان الكيان الإسرائيلي قدوة بالنسبة لناس في “قسد” أو لها كلها، فلينظروا في التاريخ والواقع مع حفظ الفارق الهائل بين من يمتلك كل النفوذ في العالم، وبين أجير لا يمتلك سوى عنزتين واحدة منهما مسروقة وليست له، والثانية معارة سيستردها المعير عندما تنتهي المصلحة، ونقصد هنا العدة والعتاد الوهميين في كيان وهمي.
الفرات