وعاد معرض دمشق دولياً من جديد

فقد معرض دمشق دوليته الفعلية منذ تولي حزب البعث ثم نظامه البائد للسلطة، وتحول تدريجياً إلى مجرد دكاكين لصغار كسبة يجلبهم النظام من هنا وهناك وشركات وهمية لا قيمة لها، ليصل به الأمر بعد الثورة إلى أن يصير مقهى يلتقي فيه نصاب من هنا بنصاب من هناك، ثم ينتهي تماماً ويختفي.
معرض دمشق الذي هو أحد أهم المعارض وأقدمها في المنطقة، والذي حمل صوت فيروز ورائحة ياسمين الشام عاد اليوم إلى دوليته بقوة، تشارك فيه 800 شركة حقيقية من 20 دولة ليكون رسالة بعودة اقتصاد سوريا إلى العالمية والدولية، ويفتح أمام أصحاب الفعاليات الاقتصادية السورية الباب ليتفاعلوا مع العالم من البوابة العاليةالواسعة.
تزامن معرض دمشق الدولي يأتي مع ذروة الفرح السوري التي تتعالى كل يوم، يأتي مع رفع العقوبات التي سببها نظام الإجرام عن كاهل الشعب، حدث داخلي يرافقه حدث خارجي، وأفراح متزامنة ومتتابعة تملأ صدور السوريين وتعيدهم إلى العالم الرحب، لتعود ابتسامات المعرض حقيقية وصافية من الطفل إلى العجوز.
السوريون فخورون اليوم بأنفسهم، وهم يرون بلدهم تكسر طوق العزلة وتستعيد عافيتها بعد سقم، وتتعالى ذروة انتصاراتها اليومية لتلامس السحاب، وعندما كان النظام البائد يتبجح بالقول إن المستحيل ليس سورياً فقط كان يكذب ولا يكذب في الوقت نفسه، كان يكذب على نفسه وعلى مواطنيه الذين يعرفون عجزه ونفاقه وعدم منفعته إلا لعصابته، ولم يكن يكذب بشأن السوريين الذي أثبتوا بعد سقوطه أنهم تجاوزوا المستحيل حين راحوا يتقدمون بخطى سريعة وواثقة، ويحققون انتصارات ليست شبه يومية بل يومية ومتزامنة.
الفرات

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار