في الثانية والنصف صباحاً كان أطفال عين ترما وزملكا نائمين إلى جوار أمهاتهم وجداتهم، كانوا تحت حصار مغول العصر، قوات “الأسد” و”حزب الله” والميليشيات الطائفية، يطمئن الناس بعضهم بما وعدهم به خط أوباما الأحمر الذي حذر مدمني الكبتاغون من ارتكاب إبادة جماعية.
في الثانية والنصف صباحاً أمطرت السماء عليهم صواريخ من نوع “غراد” تحمل رؤوساً كيماوية، لم تخرق الخط الأحمر فحسب، بل خرقت كل تاريخ البشرية وما تعرفه من منظومة أخلاقية، وكانت البداية لسلسة الرعب والإبادة بالأسلة الكيمائية التي كان الأطفال الذين يموتون حرقاً وخنقاً أكبر ضحاياها، وامتدت آثارها حتى جندرياً لأجيال قادمة.
في جمرايا كان عناصر وضباط الفرع 450 يملؤون الصواريخ بكل محتويات الموت المرعب، الخردل والفي إكس والسارين والفوسفور الأبيض، ولنتخيل فقط حجم انعدام الإنسانية وأي نوع من الأخلاق عند من يضرب بالأسلحة الكيميائية قوات تابعة له في خان العسل فقط كي يتهم بها المعارضة في مسرحية صممها نظام طائفي صديق له، هو ذاته النظام الطائفي الذي صمم له صواريخ شبيهة بنوع غراد غير موجهة، بأيادي حزب الشيطان.
لن ينسى السوريون ولن يسامحوا، 43 طفلاً وامرأة وشيخاً وعجوزاً من عائلة واحدة ماتوا خلال دقيقة واحدة، من ضمن ألف ماتوا حرقاً وخنقاً فكيف ينسى السوريون وكيف يسامحون؟ ورؤوس الإجرام لم تحاسب بعدما فرت بالأموال التي سرقتها ولم تجلب إلى القصاص الأرضي العادل بعد، ومنهم من يختبئ كالجرذ في مكان داخل الأراضي السورية.
واليوم بات استكمال النصر على مرمى البصر، مع دولة سورية صديقة للإنسانية، تحصل على حقوقها واحداً تلو الآخر بكل اقتدار وجدارة، واقترب القصاص من شياطين جمرايا أينما كانوا، فلا أرض تقلهم ولا سماء تظلهم ولو كانوا في جحر الضب.
الفرات