رغم الظروف الاقتصادية الصعبة وغلاء الأسعار الذي يرهق الأهالي، تظل الأسواق الشعبية في محافظة الحسكة ملاذًا يوميًا لمئات الأسر، تبحث بين أزقتها عن ما يلزمها بأسعار أقل مما تعرضه المحال التجارية الكبرى.
هذه الأسواق ليست مجرد أماكن للبيع والشراء؛ بل فضاء اجتماعي نابض بالحركة والتواصل. فبين بسطات الخضار الطازجة وأكوام الملابس المستعملة والمواد الغذائية، تتشكل علاقات مباشرة بين البائع والمشتري، حيث المساومة جزء من العرف، والابتسامة عملة متبادلة رغم ضيق الحال.
وتنتشر الأسواق على مدار الأسبوع في مختلف أحياء المدينة، فلا يقتصر نشاطها على يوم محدد:
“سوق الخميس” في حيي الكلاسة والعزيزية،
“سوق الجمعة” في وسط المدينة،
“سوق الأحد” في حي الصالحية
سوق الاثنين في حي المفتي
“سوق الثلاثاء” في العزيزية والنشوة،
“سوق الأربعاء” في غويران.
لكل سوق نكهته الخاصة، وزواره المعتادون، وبضاعته التي تعكس حاجات الناس في محيطه. هذه الأسواق لا توفر فقط الخضار والفواكه والملابس، بل تعكس أيضًا صورة مصغرة عن صمود المجتمع المحلي وقدرته على التكيف، إذ تصبح البساطة خيارًا يوميًا، والبحث عن الأرخص ضرورة لا رفاهية.
في وقت تتبدل فيه الأسعار كل صباح، تظل الأسواق الشعبية شاهدًا على أن الحياة لا تتوقف؛ وأن الناس، مهما اشتدت أزماتهم، قادرون على إعادة اختراع طرق العيش… حتى بين أزقة مليئة بالضجيج والمساومات، ولكن أيضًا بالأمل.
الفرات
