تحظى دير الزور بنعمة كبيرة نحمد الله عليها ليل نهار، وهي نعمة توفر مياه الشرب ووصولها إلى غالبية، إن لم نقل كافة، المنازل .
ولايمكن لأحد أن ينكر حقيقة أن واقع مياه الشرب في محافظة ديرالزور هو الأفضل بين المحافظات السوريةكافة ، فعلى الرغم مما تعرضت له المنظومة المائية من تخريب وإهمال طوال السنوات الماضية إلا أن المياه تصل بصورة منتظمة وبكميات وافرة إلى الأهالي في معظم أنحاء المحافظة، ولاسيما في أحياء مدينة ديرالزور التي يستمر فيها ضخ المياه على مدار الساعة وهذا الأمر غير متاح في كافة مدن مراكز المحافظات الأخرى، وإن كان هناك معاناة في بعض مناطق الريف من نقص في المياه فإن جهودا تبذل وخططا توضع لتلافي هذا النقص وتأمين المياه لكافة التجمعات على امتداد مساحة المحافظة .
لكن مايعكر صفونا وصفو مؤسسة المياه هو ظاهرة الإسراف والتبذير في المياه والتي يمارسها البعض دون اكتراث أو احساس في المسؤولية، وظاهرة التعدي على خطوط شبكة المياه ولاسيما في مناطق ريف المحافظة واستخدام مياه الشرب في سقاية المزروعات.
وهذا الأمر بالطبع يخالف الشريعة و القانون و يتنافى مع القيم الاخلاقية والمجتمعية والوطنية ، فالاسراف في استخدام المياه والتعدي على خطوط الشبكة يمنع وصول المياه للاخرين ، ويثقل أعباء الحكومة على صعيد الجهد والعمل والتكلفة المالية في سعيها لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين.
هي دعوة لنا جميعا كي نحافظ على هذه النعمة العظيمة ونكتفي باستهلاك مانحتاجه من المياه ونتعاون مع العاملين في مؤسسة المياه لقمع المخالفات والتعديات التي ينعكس استمرارها بصورة سلبية على الجميع .
ولاننسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا تسرف في الماء ولو كنت على نهر جار”
الفرات