إنقاذ الطفل السوري…… درس في الإنسانية يتجاوز الانتماءات

في لحظة حرجة وبعد 15 ساعة من العمل تم إنقاذ الطفل علي صالح عبدي من البئر الذي سقط به بريف تل أبيض شمال الرقة لم يسأل منقذوه عن هويته أو انتمائه، بل امتدت الأيدي بسرعة، وتكاتفت القلوب قبل الأجساد، لإنقاذ روح بريئة من خطر محدق. المشهد الذي تناقلته وسائل الإعلام لم يكن مجرد خبر عابر، بل تحول إلى رسالة إنسانية صادقة تُذكرنا بأن الإنسانية هي القاسم المشترك الأعلى بين البشر.

للأسف، حاول البعض تحويل هذا المشهد الإنساني إلى ساحة لتأجيج الانقسامات، عبر تعليقات استخدمت مصطلحات تُفتت الوحدة المجتمعية، مثل “طفل كردي” أو “إنقاذ بأيدي عربية”. هذه التوصيفات لا يعكس واقع المجتمع السوري، حيث التعايش والتضامن جزء أصيل من نسيجه الاجتماعي. فالمسعفون والمتطوعون الذين هرعوا للموقع لم يكونوا يحملون هويات سياسية أو عرقية، بل حملوا قلوبًا تخفق بالإنسانية.
الطفل المُنقَذ هو سوري، مثل كل الأطفال الذين يُولدون على هذه الأرض. والمنقذون سوريون أيضًا، مثل كل الذين يمدون يد العون عند الحاجة. هذه هي سوريا الحقيقية: أبناءٌ يعرفون أن الدماء التي تسري في عروقهم واحدة، وأن مصيرهم المشترك أهم من أي تصنيف. لو كان الطفل عربيًا في قرية كردية، أو العكس، لكانت الاستجابة نفسها، لأن الغريزة الإنسانية لا تعرف حدودًا مصطنعة.
هذا الحادث يقدم درسًا واضحًا:
فالإعلام مسؤول: و عليه أن يلتزم بالمهنية، ويبتعد عن الخطاب المُفتت، ويُبرز القيم الجامعة.
لان الشعب أقوى من التقسيمات فالتاريخ أثبت أن نسيج سوريا الاجتماعي متين، رغم محاولات تفكيكه.
التعايش خيار لا بديل عنه و الأزمات تُذكّرنا بأن التعاون هو السبيل الوحيد للبقاء.
حجي المسواط

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار