الثورة السورية ومنذ انطلاقتها كانت كاشفة لكثير من الأمور، وبعد انتصارها في الثامن من كانون الأول تعرى الكثير من المتضررين من انتصار الثورة، وظهر العديد من الطامعين بتنفيذ أجندات غير وطنية، ممن ارتبط مع بمشاريع تستهدف وحدة واستقرار البلاد التي عانت خلال الاشهر الماضية من تحركات مشبوهة وقيام بعض الشخصيات المحسوبة على مكونات طائفية أو عرقية مدفوعة بقوى خارجية باختلاق أحداث وفبركة مشكلات في عدة مناطق بهدف الإساءة لسوريا الجديدة بعد سقوط الأسد، واستجداء التدخل الخارجي حينا وطلب الحماية الدولية حينا أخر مثلما حدث في الساحل والسويداء، بالتوازي مع محاولات قسد التي تعتقد مخطئة أن ما حصلت عليه من سلطة وسيطرة على مناطق شرق الفرات يتيح لها ان تكون هيكلا يوازي الدولة.
وفي هذا السياق تأتي دعوة قسد لما يسمى مؤتمر المكونات في شمال شرق سوريا والذي لايمثل الا محاولة جديدة يائسة لبث فكرة التقسيم أو الانفصال.
طبعا لاينكر أحدا أن سوريا تضم العديد من المكونات لكن البعض لايدرك أن صورة البلاد لا تكتمل إلا بجميع هذه المكونات، وأن الدولة هي الضامن والجامع لكل المكونات، وأن مظلة الدولة هي التي توفر الحماية والشرعية وأن الانفصال أو التقسيم ليس سوى أضغاث أحلام ستتبخر حينما تأتي ساعة الحقيقة .
الفرات