لمصلحة من يستمر الهجري في النكث بالعهود، وخرق مواثيق الاستقرار، ومحاولات فتق ما ترتقه الدولة السورية؟ من الممكن وسط الغموض قراءة سلوك الهجري على أنه بفعل خارجي، وأن هدفه شحذ الشارع بالانقسامات والتوتر المستمر، من أجل ربط المدينة بالمشروع الإسرائيلي، وإبعادها اجتماعياً عن الدولة المركزية تمهيداً لإبعادها كلياً، وقد تبدو هذه القراءة منطقية مع ما يصطدم به الهجري من وطنية أبناء جبل العرب ورفضهم الابتعاد عن الهوية الوطنية، فتكون تغذية التوتر والانقسامات أداته في جر مجتمع جبل العرب إلى أجندة مشبوهة هو نفسه أداة من أدواتها.
في الصورة العميقة تدل الانقسامات على عدم قدرة الهجري فرض سيطرته وزعامته على المدينة، فالاستهدافات المتبادلة البينية داخلها وبين أطرافها، ومحاولات إعادة التموضع، والتطورات السريعة تشير إلى مزيد من الفوضى، إن لم تجد السويداء زعامة وازنة بديلاً عن الهجري الراقص على حبال التحريض والانفصال، والاستقواء بالمحتل، والشحن الطائفي، والارتماء في المشروع الإسرائيلي، في مدينة لا يقبل مجتمعها كل ذلك، وتدرك أنها دون الدولة المركزية ستكون بلا جغرافيا ولا اقتصاد ولا خدمات ولا موارد ولا بنية تحتية.. إلخ.