ملفات سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية تم بحثها خلال زيارة وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني إلى روسيا والتي وصفها المراقبون بالزيارة التاريخية، على اعتبار أنها الزيارة الرسمية الأولى لوفد حكومي سوريا إلى روسيا بعد سقوط نظام الأسد الذي شوه خلال سنوات حكمه الأخير طبيعة العلاقة التي ربطت بين الدولتين السورية والروسية، فتحولت هذه العلاقة من علاقة قائمة على التوازن واحترام متبادل للسيادة إلى علاقة تبعية وإذعان وخضوع.
فزيارة الشيباني التي جاءت بناء على دعوة رسمية من الجانب الروسي، حملت كثيراً من الاحترام وإتباع للتقاليد والأعراف الدبلوماسية المتبعة بين الدول، في الوقت الذي كانت فيه زيارات مسؤولي نظام الأسد البائد إلى روسيا تتم على واحدة من صورتين: فهي كانت تأتي أما بصورة استدعاء عاجل من القيادة الروسية أو بعد استجداء وطلبات من الأسد يتم الرد عليها حينا وتجاهلها احيانا أخرى، علاوة على طريقة التعامل البعيد عن العرف الدبلوماسي والاذلال الذي تعرض له الأسد وعدد من مسؤوليه خلال زياراتهم لروسيا.
وفي قراءة لمضامين وأهداف ونتائج زيارة الشيباني والوفد المرافق إلى روسيا فإنها تشكل بداية لعهد جديد في العلاقة بين البلدين، كما أنها تؤسس لمرحلة جديدة من التعامل القائم على الاحترام المتبادل المبني على مصلحة الشعب السوري، من خلال طرح العديد من الملفات المشتركة والتي يأتي على رأسها ملف الاتفاقات الموقعة بين البلدين خلال السنوات الأخيرة وضرورة إعادة النظر فيها بما ينسجم مع المصالح السورية والحفاظ على سيادتها الوطنية .
من جهة أخرى شكلت الزيارة تكريساً للنهج الدبلوماسي للقيادة السورية القائم على التعاطي مع الدول كافة والانفتاح على الجميع دون التبعية أو الانخراط في أية محاور، بل اتباع سياسات تقوم على بناء علاقات متوازنة وصحيحة، وشراكات واضحة وصريحة مع الدول التي تخدم العلاقة معها مصالح سوريا دولة وشعبا
محمد الحيجي