زيارة رسالة.. شمال سوريا المغناطيسي على امتداد بوصلة العالم

زيارة بحجم دولة، يقوم بها من يمثل الدولة ولا يمثل نفسه فرداً وحيداً بلا حقيبة، كصبي يطلبه ذووه ويحملونه في طائرتهم بلا مرافقة، فهكذا كان يفعل المخلوع، عندما تطلبه سيدته روسيا، أما اليوم فالزيارة الرسمية السورية إلى روسيا تقدم الدولة وصرتها إلى العالم كله بشكل يختلف مئة وثمانين درجة على زوايا المثلث السياسي.
صورة تعكس نهاية عهد الوصاية والتبعية، واستقبال يدل على استعادة هيبة الدولة خلال أقصر فترة يمكن لدولة أن تفعلها في التاريخ، وتجبر الوصي السابق أن يتعامل بندية تامة وتكافؤ، بل ويعتذر عن اشتراكه في قمع الشعب السوري وفرض الوصاية عليه ولو بشكل غير معلن، فالاعتذار واضح في الصورة التي وصلت إلى الشرق والغرب والشمال والجنوب على امتداد بوصلة العالم.
زيارة رسالة، تحمل في طياتها الكثير، سوريا الجديدة التي تحرص على الاستقرار في المنطقة والعالم، وعلى حسن العلاقات مع الجميع بما يخدم مصلحة شعبها ورفاهيته، سوريا الجديدة التي لا تساوم على استقلالها وسيادتها، وتحرص على قيام علاقات اقتصادية يسودها الحق والتكافؤ والاحترام أيضاً من أجل مصلحة شعبها ورفاهيته، وسوريا الجديدة التي تبحث بخطى مدروسة متوازنة عن موقع مميز على خارطة العالم السياسية والاقتصادية، وكل هذا وأكثر لما يخدم مصلحة شعبها ورفاهيته.
اسماعيل النجم

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار