العقل نور القيامة

الدم السوري له خصوصية، له هوية أخذت شكلها الضميري والعاطفي لدى السوريين ومن يحبون السوريين من أبشع “هولوكست” عرفه التاريخ، يجب أن نتذكر دائماً، وأن نذكر العالم كله بما حدث خلال المحرقة، من الموت الأبيض في المعارك، والموت الأزرق في البحار، والموت الأحمر في المعتقلات، والموت الأسود من الجوع.
كل أنواع الموت هذه وأكثر جعلتنا حساسين للغاية تجاه سوريتنا ودمنا وكرامتنا، ومسكونين بالقلق الوجودي أن تتمزق بلادنا كما تمزقت بيوتنا وذكرياتنا، وعند هاتين النقطتين تطغى العاطفة على العقل الذي يجب أن يكون نور قيامتنا.
بعد المزيد من أنواع الموت التي تسبب بها منفلتون من جدران الانتماء وخارجون عن بيت الضمير، بدأت القيادة العمل العقلاني والصحيح على رأب الصدوع التي تسبب بها أشخاص ليسوا تحت النجوم الثلاثة، واتخاذ إجراءات إنقاذية في طريق الاستقرار المستدام.
دور المنصات والمنابر على اختلاف مشاربها أن تقطب الجرح الاجتماعي بالتزامن مع عمل القيادة، وتسحب فتيل التحشيد، وتوقف مدّ العاطفة الانتقامية، وتقطيب الجراح عمل دقيق للغاية يحتاج إلى البصيرة قبل البصر بقيادة المثقف العضوي وليس المثقف الانفعالي الذي يتحزب للعاطفة.
عقبة الخلوف الحسن

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار