مرونة كبيرة ابدتها الدولة السورية في التعامل مع ملف أحداث السويداء بهدف حقن دماء أبناء المحافظة أولا، والحفاظ على وحدة واستقرار سوريا ثانيا، حيث قامت بخطوات فيها الكثير من الحكمة والتعقل تمثلت بالاستجابة لنداءات الوسطاء الدوليين وإعادة انتشار قوات الجيش والدفع بقوات وزارة الداخلية لوقف الاشتباكات ومنع الانتهاكات المرتكبة بحق الأهالي، هذا الأمر الذي لم تفهمه بشكله الحقيقي بعض القوى المرتبطة بجهات خارجية على رأسها العدو الصهيوني أو أنها فهمته لكنها أرادت استغلاله بطريقة سيئة تسعى من خلالها، لإظهار صورة ان سوريا تعيش في حالة من الفوضى، فاختلقت اقتتالاً جديداً مع البدو ومن هب لنجدتهم من أبناء العشائر، بعد تعرضهم لهجمات تخللها انتهاكات وأعمال انتقام من ذبح وهدم وتحريق للأرزاق والبيوت.
طبعا ملف السويداء واحداً من الملفات الصعبة التي ورثتها القيادة السورية الجديدة عن نظام الأسد البائد، الذي عمل خلال سنوات حكمه الأخيرة على خلق واقع مليء بالتناقضات داخل المحافظة، وعمد إلى توظيف بعض المجموعات لبث الفرقة بين أبناء جبل العرب، ودفع لحالة من الانقسام سواء داخل أبناء الطائفة الدرزية الكريمة أو مع محيطهم، فيما راح البعض منهم للمضي إلى أبعد من ذلك وذهب باتجاه الاستقواء بالاحتلال الإسرائيلي الذي هو الأخر له أجندات خطيرة يسعى إلى تطبيقها في عموم سوريا والبداية من السويداء.
ورغم المشهد المعقد في ملف السويداء إلا أن القيادة السورية و منذ توليها سلطة إدارة البلاد بعد سقوط نظام الأسد، تعاملت ” ولاتزال” بكل حكمة وصبر مع هذا الملف، بهدف الحفاظ على أبناء المحافظة، وكل تصريحات المسؤولين في الدولة السورية وعلى رأسها الرئيس أحمد الشرع، أكدت على أن السويداء بكل مكوناتها وعلى رأسهم أبناء الطائفة الدرزية الكريمة، هم جزء أساسي من سوريا التي لا تكتمل صورتها الا بكل اجزائها، ومانراه من أفعال يوافق هذه التصريحات، فكل ما يتم اتخاذه من إجراءات يؤكد الحرص على وحدة سوريا وبث الأمن والاستقرار في كافة مناطقها.
الفرات