“قسد” على خطا نظام “الأسد”

منذ أن وجدت في منطقة الجزيرة السورية كسلطة أمر واقع تسعى ميليشيا قسد لمنافسة نظام الأسد في مختلف ملفات الاستبداد والفساد والقمع وتقييد الحريات، واليوم وبعد سقوط نظام الأسد باتت قسد تنفرد في صدارة الكثير من تلك الملفات ومن أهمها ملف تقييد حرية الصحافة وقمع الآراء التي لا تتوافق مع سياساتها وتوجهاتها، حيث يتعرّض الصحفيون والصحفيات في مناطق سيطرة قسد إلى التضييق والاعتداءات الجسدية والمنع من مزاولة مهنتهم بحرية، وباتت هذه المناطق شبه مغلقة أمام عدسات الكاميرات وأقلام الصحفيين الذين تعرض كثير منهم للاعتقال  والزج بالسجون وبعضهم لايزال مغيبا منذ سنوات، لا لشيء سوى أنهم نقلوا صورة واقع تعيشه المنطقة ولا ترغب قسد في نقل هذه الصورة.
فتقييد قسد لعمل الصحفيين يشمل منعهم التام من مزاولة العمل دون الحصول على إذن عمل، وهذا الأذن لا يمنح إلا لمن يواليها أو يعمل وفقا لسياساتها وما تضعه من قيود إضافة إلى حجب المعلومة الحقيقية وفرض الترويج لكل سردياتها ورواياتها حيال كافة الاحداث التي تجري أو القضايا التي تهم المنطقة، وحتى في أبسط الأمور والقضايا الخدمية التي تفتقر إليها مناطق سيطرة قسد.
بالتزامن مع قيامها بإنشاء عدة وسائل إعلامية والكثير من الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي لإغراق الرأي العام بأخبار مزيفة وتوافق ما تريد الترويج له.
وأمام هذا الواقع وفي ظل صعوبة ممارسة العمل الاعلامي والوصول للمعلومة من مصدر رسمي أو شبه رسمي، فإن المصادر الاهلية باتت الجهة الأكثر مصداقية في الوصول إلى المعلومة الصحيحة والرواية الأقرب إلى الواقع في كل ما يجري في منطقة الجزيرة السورية.
ويبقى الأمل كبيراً بأن تكون عودة كافة المناطق التي تسيطر عليها قسد إلى مظلة الدولة السورية قريبة، وتنتهي معاناة أهالي تلك المناطق ويتحرروا من الجور والظلم والاستغلال مثلما تحررت باقي مناطق سوريا من نظام الأسد البائد.
محمد الحيجي

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار