المتابع للمشهد العام في سوريا يجد أن البلاد بدأت تنفض عن نفسها غبار سنوات الظلم والظلام التي عاشها الشعب السوري طوال سنوات حكم نظام البعث وتسلط آل الأسد.
وخلال الأيام القليلة الماضية توالت البشائر وتواصلت الأحداث التي تثلج الصدور وتفرح القلوب وتعكس صورة إنجازات تحققت بعد انتصار الثورة، فمن الاتفاقيات الموقعة بين الحكومة السورية وعدد من الشركات العالمية لتنفيذ مشاريع كهربائية تنهي حالة الظلام في سوريا، إلى المنحة المالية للعاملين في الدولة والمتقاعدين، وصولاً إلى خبر تفكيك مخيم الركبان الذي شكل طوال سنوات الحرب حالة من الألم نظراً للواقع المؤلم الذي كان يعانيه قاطني المخيم والظروف المعيشية الصعبة التي مرت بهم.
نعم انتهت حكاية مخيم الركبان وعاد جميع قاطنيه إلى قراهم وبلدانهم ومدنهم معززين مكرمين محررين من النظام الذي هجرهم ودفعهم للنزوح إلى مخيم في الصحراء، ولم يكتف بذلك بل مارس بحقهم أبشع أنواع الحصار والتجويع فمنع عنهم الطعام والشراب والدواء .
آلاف العائلات غادرت المخيم لتعود إلى حياتها الطبيعية في سوريا الجديدة.
نهاية مخيم الركبان هي بداية لنهاية كل مخيمات النزوح في سوريا وخطوة أولى على طريق إعادة المهجرين التي تكفلت الدولة السورية بتنفيذها منذ تمكنها من إسقاط الأسد الذي تحتاج سوريا لسنوات من العمل لإزالة مخلفات ومآسي نظام حكمه.