ما يلفت النظر حقيقة ويستدعي العتاب إلى واجهة الكلام هو عدم استدارة المقاعد الوزارية بالشكل المطلوب إلى دير الزور حتى الآن، فقد سمعنا مؤخراً عن الاتفاقية الحكومية مع برنامج الغذاء العالمي WFP ولم نسمع اسم دير الزور فيها، ولسنا بحاجة للتذكير بحجم الألم والدمار والعذابات التي لحقت بأهل الدير والتي وصلت إلى حد الموت جوعاً في منطقة كانت تطعم الجميع من خيراتها.
إذا لم نذكر بدمار وصل إلى نسبة تسعين بالمئة من الدير، فلنذكر بما يمكن أن تمنحه للوطن من استثمارات لا نبالغ إذا قلنا إنها ستشكل ثروة وطنية للجميع.
تشكل المدينة الصناعية هناك مشروعاً على مستوى المنطقة كلها فيما لو تم استثمارها بالشكل المطلوب فهناك تتموضع المواد الخام والمياه وتتوافر كل الشروط المناخية والجغرافية، ومن نافلة القول إن دير الزور تربط سورية اقتصادياً بالعراق وما وراه وبتركيا أيضاً ويشهد على ذلك تاريخ طويل.
البادية السورية وخصوصاً جبال البشري منجم ذهب متعدد الأوجه، فالنظام الساقط أهمل على مدى عقود مشروع زراعة النخيل في البادية التي تعد مهداً طبيعياً جاهزاً لولادة أكبر واحة نخيل ربما في العالم، وما أقرب الفرات من كل ذلك! ما أقربه من جبال البشري التي يمكن بسهولة أن تتحول إلى منتجعات لا مثيل لها.
خلاصة القول إن العتب الذي يطوف فوق الكلام يقول إن الدير أمانة في أعناقنا، تعبت هذه المحافظة لا كغيرها وشرد أهلها في المنافي ولا يزالون، وأول استثمار يجب أن يكون فيهم فهم المادة التي ستصنع الحياة هناك.
اسماعيل النجم