لم تمت دير الزور والمنطقة الشرقية ثقافياً خلال العقود الستة الاخيرة لكنها غابت عن الوعي، ما فعله البعثيون في هذا الصدد هو أنهم الغوا وجود الآخر على المنابر الثقافية، أي الغوا وجود المثقف عليها، كما شوهوا عبر منظماتهم التي تتعاقب على الوعي من طلائع و شبيبة القضايا الكبرى لدى المثقف، ليتضح بعد عقود أن كل ما فعلوه خصوصاً في المنطقة الشرقية هو عملية نصب طائفية، فالخيانة مقاومة والاستبداد صمود و معاداة العروبة عروبة!
فقدنا الوعي ثقافياً لأنهم أحرقوا آخر منبر يمكن الوقوف عليه، وبقي الوعي متاحاً فقط عبر المنشورات السرية التي يُعاقب صاحبها بالإقصاء عن الحياة نفسها، وحوصرنا داخل بيت عنكبوت بجدران وهمية شاهقة على مدى ستين عاماً وأكثر، لكن بيت العنكبوت زال اخيراً وسقطت جدرانه الزائفة، سوريا كلها اليوم والمنطقة الشرقية في حالة استعادة الوعي الثقافي بعد سقوط بيت العنكبوت وإعادة بناء المنابر الثقافية الحرة، فقد أعادتنا الحرية المقدسة إلى العروبة والى العالم، نجحنا في الثورة وانتقلنا للدولة الوازنة التي تعقد اتفاقيات مع كبرى دول المنطقة والعالم كله، ولن يمضي وقت طويل قبل أن يكون الوعي هو المتحدث على منابر الثقافة بعد ما انتهينا من عصر رواد الطلائع والشبيبة.
عقبة خلوف الحسن