على محك الوطنية

 

بالتأكيد كان قرار رفع العقوبات عن سوريا الحدث الأبرز خلال الايام الماضية.

فالقرار لا يحمل في مضامينه قضايا تخص السوريين وحدهم بل يشكل ملامح ترسم خريطة المنطقة بأسرها، وتوضح طبيعة العلاقة التي يريدها الغرب في التعامل مع سوريا ولا يختلف اثنان على أن صورة العلاقة ترسمها إلى حد كبير سياسة الولايات المتحدة الأمريكية.

فما أعلنه الرئيس الأمريكي ترامب من السعودية، لم يكن مجرد رفع للعقوبات التي فرضت على النظام البائد والتي وقفت حجر عثرة في طريق عمل الدولة السورية الجديدة بعد سقوط النظام، بل هي رسائل تؤكد وتوضح رغبة المجتمع الدولي بالحفاظ على وحدة سوريا ودعم قيادته الجديدة للنهوض بأعباء الدولة بعد أن عانت سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً منذ اندلاع الثورة السورية في العام ۲۰۱۱ جراء تعنت النظام البائد واستخدامه كل أساليب القمع بحق أبناء الشعب السوري، واللعب على ورقة الطائفية والأقليات، ومحاولته المراوغة والخداع في تعامله مع المجتمع الدولي الذي لمس الجميع ترحيبه بسقوط النظام.

إذاً من يقرأ المشهد اليوم يجد أن الجميع يرغب بوحدة واستقرار سوريا، وهذا الأمر يجب أن يستوعبه من غرر به أو غرته نفسه من أبناء مكونات الشعب السوري، خلال الأشهر الماضية وذهب بتفكيره بعيداً حالما بحماية دولية أو تقسيم أو فيدرالية مستجدياً هذه الدولة أو تلك، حتى وصل الحال لدى البعض ممن خلع رداء الوطنية ونزع الحياء بأكمله، إلى استجداء الاحتلال الإسرائيلي للتدخل في الشأن الوطني ومطالباً بفرضه زعيماً لإقليم أو كيان داخل الدولة السورية.

محمد الحيجي

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار