الخيل والهيل.. من ركائز التراث العربي الإسلامي في أدب العجيلي

تناول الأديب الراحل، الدكتور عبد السلام العجيلي، مواضيع كثيرة في قصصه من وحي البيئة الفراتية التي بقي مخلصاً لها طوال حياته، رغم تنقله بين عواصم العالم، حيث لم تستطع أي من تلك المدن أن تنسيه الرقة، وموروثها الاجتماعي الذي كان معيناً له لا ينضب باستقاء مواده التي أورثنا إياها، ومن هذه المواضيع ركيزتان في التراث العربي الإسلامي، وهما الخيل، والهيل.
وكتب الباحث علي السويحة يقول: “الخيل كانت وما زالت تمثل مفصلاً في جوهر اهتمام العربي، ولا أدل على ذلك من قول الرسول الكريم بأنَّ الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وقد كانت العرب تتفاءل في بعض صفات الخيل، وتتشاءم في بعضها، والدكتور العجيلي استطاع الارتكاز على هذه المعتقدات في بناء قصته (الطراد)، من مجموعته (الحب والنفس)، أما في قصته (الخيل والنساء)، فيصور لنا العجيلي سباق الخيل الذي كان يجري في مدينة الرقة، أوائل القرن العشرين، ما بين التل الأسود، وباب بغداد، ويشير إلى تسمية الخيل بـالمقلدات، التي تطلق على النساء والخيل، لتقلدها بكل ما هو غال ونفيس، وما هذا الوجود للخيل في قصص العجيلي، إلا لولعه الشديد بها منذ طفولته، ويؤكد ما نذهب إليه، ما أورده في قصته (بنت الساحرة)، حيث يذكر لنا فيها نزول بعض النَوَر، بجانب طاحونة أهله، وهم قوم مشهورون بالأذى والتخريب، ولكنه عندما رأى فرساً جميلةً استطاع تجاوز غضبه، ونيته هدم خيامهم فوق رؤوسهم”.
وتبع السويحة: “أما الهيل، فالمقصود به القهوة العربية المرَّة السوداء، التي تفوح منها رائحة حبِّ الهال، وفي مجموعة (الحب والنفس)، نقرأ قصة (أينما كان)، وفيها يتحدث عن تركه النيابة البرلمانية للتطوع في جيش الإنقاذ، عام /1948/م، وتذكره لديوان أهله في الرقة، عند دخوله إحدى المضافات في الجليل، فيقول العجيلي: وحين وقع نظري عليه أول مرة أحسست بأني لقيت بعضاً من أهلي، رأيت في جلسته القرفصاء على الموقد يهيئ القهوة من الدلَّة الكبيرة التي اسمها “القمقوم”، إلى الدلال الأخرى حتى تنتهي إلى المصب، وهو أصغر آنية القهوة الذي يسقى منه الضيوف ـ كان جدي ذلك في صغر قده، وفي انحناءة ظهره إذا قام، وفي لبثه أكثر وقته أمام الموقد متشاغلاً بالقهوة ونارها و”محماسها” و”نجرها” عن كل شيء”.12:23

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار