للمرة الأولى منذ أكثر من خمسة عقود من الزمن يحتفل الشعب السوري بشهدائه الحقيقيين، بعد أن زيف نظام البعث معاني ومفاهيم الشهادة التي هي القيمة الأعلى والمرتبة الأسمى، والشهداء مكرمون في الدنيا والاخرة، والله تعالى وعد الشهداء بالجنة، فالشهداء هم الذين يقضون نحبهم دفاعا عن دينهم وأرضهم وعرضهم، وليس من يقتلون دفاعا عن نظام طواغيت سخروا كل ما في الوطن من مقدرات لاستمرار طغيانهم واستبدادهم تحت شعارات زائفة وخطابات كاذبة افتضحت على مرآى العالم بأسره مرات ومرات لكنها تجلت ساطعة بعد سقوط النظام وهروب الأسد وما ظهر من فضائع احتوتها سجونه ومعتقلاته التي ارتقى من خلالها وعلى أيدي جلاديها مئات آلاف الاحرار من أبناء سوريا الى مرتبة الشهادة.
واليوم نحتفل بشهداء سوريا الابطال الذين كانوا مشاعل النور على طريق الحرية والخلاص من الظلم والطغيان وكان لهم الدور الأبرز في انتصار ثورة الشعب السوري ..نستذكر بطولاتهم وتضحياتهم.
نقف في هذه المناسبة لنخلد ذكرى أرواح طاهرة ونمجد نفوساً أبية لم تقبل الهوان فكانت أرواحهم التي قدموها والدماء التي بذلوها قرابين عز وصفحات فخر خطوها بدمائهم الزكية في تاريخ سوريا التي أزهرت بأريج دمائهم وعبقت بعطر كرمهم وعطائهم ، نصراً ستتذكره كل الأجيال.
لقد كان سلاح الشهادة هو الأقوى والأكثر تأثيراً في مواجهة عصابات الظلم والكفر والفساد، فشتان بين من يبغي عزة دينه ووطنه وأبناء شعبه، ومن يبتغي فساداً في الأرض وظلماً بالعباد.
نعم كانت المعادلة واضحة النتيجة، وإن تأخر النصر لأكثر من أربعة عشر عاماُ، فهي لحكمة من الله الذي أكرم سوريا وأبناؤها الأحرار بمزيد من الشهداء الذين احتجزوا مقاعدهم في الجنة.
فالتفرح أرواح شهدائنا في يوم عيد الشهداء وفي كل يوم بعد أن تحقق ما بذلوا أرواحهم في سبيله، وعادت سوريا ملكا لأبنائها.
محمد الحيجي