سيل من المبادرات الأهلية تشهدها معظم مناطق محافظة دير الزور منذ سـ.ـقوط النظـ.ـام ، نفذتها فعاليات شبابية ومجتمعية تمثلت في القيام بعمليات تنظيف للشوارع وإزالة للأنقاض وزراعة أشجار ودهان أطاريف وإنارة شوارع وتسطير عبارات ورسومات على الجدران تعبر عن روح الوطن والثـ.ـورة ، واصلاح دوارات وساحات وغيرها من الأعمال التي أراد منفذوها التعبير عن سعادتهم بسـ.ـقوط نظـ.ـام الأسد البـ.ـائد والمشاركة في بناء سوريا الجديدة التي يتطلع جميع أبنائها ان تكون وطنا للجميع .
ما لمسناه خلال هذه الفعاليات هو الروح الحماسية والاندفاع الكبير من قبل جميع المشاركين الذين يتسابقون لتقديم أي شيء يدعم الواقع الجديد ويعبر عن الأمل بأن يكون عملهم مقدمة لبناء حقيقي يرتكز على شعور المواطنة الذي حرموا منه طوال سنوات حكم النظام المجـ.ـرم الذي سخر كل طاقات البلد لأغراض تخدم بقاءه وتكرس غـ.ـريزة النـ.ـهب لمقدرات وخيرات البلد ، وتهميش أي دور يعزز من قيمة وكرامة الإنسان فيه، ويشعره بأنه مواطن حقيقي له حقوق وعليه واجبات.
الجميع ينطلق اليوم من دافع ذاتي وليس كما كان يحصل أيام المخـ.ـلوع التي كان يجبر فيها العاملون في الدوائر الحكومية وطلاب المدارس والجامعات على تنفيذ ما كان يسمى “ايام عمل تطوعي” تبدأ بهتاف بحياة الحزب والقائد وتنتهي بالتقاط بضع صور تنشر عبر وسائل التواصل او الإعلام مشفوعة بتصريحات رنانة من قبل مسؤولين يدعون ان الوطن للجميع مع أنهم جميعا يعرفون أن الوطن لم يكن حينها إلا مزرعة لآل الأسد .
نعم ..اليوم يشعر كل أبناء سوريا أن الشوارع والمرافق والجدران والأشجار هي ملك لهم ، وأنها أصبحت جميلة للغاية بعد أن أزالوا عنها كل آثار أو رموز تتعلق بنظـ.ـام الأسد.
محمد الحيجي