برزت في أسواق مدينة دير الزور مؤخراً ظاهرة انتشار “البسطات” المتنوعة، وأهمها تلك التي تبيع المعلبات و الاغذية و الثياب المستعملة، ولقيت رواجاً بسبب رخص أسعارها، إلا أنها رغم ما لها دور كبير في تلبية احتياجات الناس من ذوي الدخل المحدود، وهم يشكلون الغالبية، أصبحت مظهراً من مظاهر الفوضى، كما أنها باتت تشكل تحدياً كبيراً لأصحاب المحال المرخص لها، ومنافساً غير شرعي كما يقول أصحاب المحال، مضيفين أنها غير موثوقة، ولا تتمتع بالجودة.
تنوعت الآراء في الشارع الديري، فهناك من يرى أن البسطات تشكل فرصة حقيقية لكثير من العاطلين عن العمل في ظل هذه الظروف المعيشية القاسية، والبعض يرى أنها تشكل خطراً وتهديداً على المواطن من الناحية الصحية، أو حتى الاقتصادية لأصحاب المحال.
آراء الأهالي بين سلبي وإيجابي…
الفرات جالت في شارع سينما فؤاد و شارع الوادي ورصدت آراء الناس، حيث قال معتز المحسن من أهالي شارع سينما فؤاد إنها تشكل فرصة لكسب المال لأصحابها، وكلهم من الباحثين عن لقمة العيش في زمن صعب، كما أنها وفرت منتجات و سلعا كثيرة، بعضها لم يكن موجوداً في الأسواق منذ سنين وبأسعار معقولة.
يوسف حيدر، وهو طالب جامعي رأى إنها تشكل فوضى عارمة و مظهرا غير حضاري يؤثر على المنظر العام و يؤثر على المتسوقين ايضاً، ويروي الطالب الجامعي حادثة طريفة فيها من الغصة ما فيها، أنّ أماً لم تستطع إبعاد طفلها عن أنواع البسكوت والشوكولا المنتشرة في كل مكان، وهي لا تحمل المال لتلبية رغباته، ويقترح يوسف أنه من الممكن تخصيص مكان لهذه البسطات يكون منظماً بحيث لا يعيق حركة المارة والسيارات، ومحميا من الشمس لسلامة المنتج ومراقباً من قبل الدوائر المعنية من أجل سلامة المواطن، خاصة الأطفال فهم متسوقون غير واعين.
تقول سيدة مسنّة تقطن شارع سينما فؤاد إنها رغم تنقلها راجلة على قدميها تجد صعوبة في العبور من نقطة معينة في الشارع إلى أخرى، فالأرصفة حسب السيدة، مشغولة بالبسطات مثل الشارع الضيق أصلاً والمكتظ بالمحال سلفاً قبل مجيء الدخيل، هذا عدا عن مرور السيارات والدراجات النارية.
الحلول متوفرة.. وسهلة التطبيق
ختاماً، لابد من المتابعة من الجهات المختصة لهذه الظاهرة التي باتت تتمدد في شوارع المدينة وتأخذ حيزا من متنفس المواطن شاغلة حتى الحدائق العامة، وتنظيم هذا النشاط الاقتصادي ليكون في أماكن محددة، لجعل هذا النشاط الاقتصادي متوازنا و منظما، دون المساس بسلامة المواطن، أو التعدي على حرمة الشارع أو الجوار.
مهدي الراوي