مراسل الفرات دير الزور
أشجار النخيل في مدينة البوكمال بريف دير الزور هي الأشهر لأنها تجمع بين مذاهب التمر كلها، إن شئنا أن يكون للتمر في طعمه مذاهب، الخليجي والعراقي والسوري، إنه مركز كثافة الطعوم وتلاقيها، ورمز الجمال والثبات في الأرض، كما هو مصدر الرزق للسكان.
تحت شجرة نخيل، وعلى ضفاف الفرات، وعلى أنغام حميد منصور والياس خضر وبجنبك طبق من التمر، وكأس من الشاي ، تسرح في عالم مختلف فتبدأ الرحلة ذاتها التي ابتدأها شخص مثلك عاش قبل عشرة آلاف عام فتخيل كم هو عتيق ذاك المكان!.
لم يسلم الشجر العتيق كما البشر من عناصر النظام المخلوع، فقد فرضت عناصر قوات النظام أتاوات مالية، أو حصة من إنتاج التمور على عدد من أصحاب البساتين القريبة من ضفاف نهر الفرات، مقابل السماح لهم بالعناية بالنخيل في بساتينهم وتلقيح الأشجار.
وتشير إحصاءات وزارة الزراعة عام 2023، إلى أنه يوجد أشجار 57 ألف شجرة نخيل في دير الزور، لكن المنتجة منها لا تتجاوز 24 ألف شجرة.
ويعدّ مركز إكثار النخيل البوكمال من أهم مراكز النخيل على مستوى القطر، لما له من أهمية في إنتاج أصناف النخيل ذات المواصفات العالمية، كما ذاع صيته بإنتاج التمور والنخيل ذي الجودة العالية، ويحتل تصنيفاً عالياً على مستوى القطر والدول العربية.
خلال حرب النظام على المدن الثائرة، وما تلاها من عبث “داعش” بها، شلحت معظم أشجار نخيل البوكمال فساتينها الخضراء، وطرحاتها الذهبية التي كانت تقطر عسلاً وصحة ورزقاً، كساها الهمّ والحزن على ناس كانوا يراعونها برموش العين تشرّدوا في أصقاع البلاد وما وراء البلاد، وها هي البوكمال اليوم خضراء بلون الحرية من جديد، والنخلات بانتظار ارتداء الطرحات الذهبية من جديد.