من المستحيل أن يحدث انتقال ثوري في التاريخ بهذه الطريقة دون أن تكون وراءه قوة إلهية استدعاها إيمان ملايين السوريين بالحرية، وتدل عليها البشرى والفرحة في وجوه الناس، خاصة منهم أهل المنطقة الشرقية الذين مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى سألوا متى نصر الله؟ فكان نصر الله قريباً.
دير الزور والرقة والحسكة تفتح ذراعيها راكضة نحو الانعتاق وتريد حصتها من الحرية التي حظيت بها سوريا بعد سنوات عجاف من الاستبداد والاستلاب فقد عانت ما يكفيها من جور النظام البائد وسرقته لثروات البلاد ثم عانت من التهجير والوصاية على الثروات وها هي الفرحة في وجوه السوريين تمتد عدواها الطيبة إلى وجوه أهل المنطقة الشرقية العاشقة للاخضرار والانعتاق.
فرحة السوريين لا تكاد تسعها الوجوه فتتدفق من الحناجر، ولكن بعضاً من الجسد السوري في المنطقة الشرقية لا يزال على حصان المتنبي القلق والريح تحته، ولكننا مثل كل أهالي الدير والرقة والحسكة أن الانعتاق قادم لا محالة، وستعيد الثورة المباركة وانتصارها المدوي وجه الفرات والخابور وتدير الملفات المزمنة بكل كفاءة واقتدار وعدالة.
الأهم هو ملف الفرح بسقوط الطاغية وسقوط زمن ردئ وتركة مرعبة جعلت أول الخارجين لطيران الفرح في الشوارع كبار السن الذين يريدون ألا يدخلوا بيوتهم والبقاء ليفرحوا خمسين عاماً قادمة وبالكاد يكفيهم احتفال لخمسين عاماً بعد أكثر من خمسين سنة من حكم أسوأ نظام عرفه التاريخ.
المنطقة الشرقية، دير الزور والرقة والحسكة تستعد للقادم الجميل، تستعد لفرح مؤمنة به سلفاً وآمنت به حتى حين كان سيف القمع فوق رأسها، والقادم يبشر بالحرية والحياة الآمنة الرغيدة.
الفرات