ملاعب الصبا تقول فيروز حولها أكثر الأنظمة توحشا عبر التاريخ إلى خرائب مدمرة.. أسواق كانت عامرة بالبضائع يرتادها السائح الأجنبي بحثا عن رائحة التاريخ في هبرية ملونة هي ذاتها التي ارتدتها جدات الانسان خلال أولى مرحل تطوره، أو عباءة مصنوعة من الصوف أو سجادة.. ترتادها النساء بحثا عن كل أصناف مؤونة البيت .. يرتادها الرجال لهاثا وراء ما يجعل مائدة البيت عامرة ويرتادها العشاق.. بيوت عامرة بالضحكات بدفء صوبات الحطب والمازوت ويتحلق حولها الأطفال وهم يطمعون بأحاديث الكبار ورائحة الكستناء المشوية.. كل هذا دمره المجرم وزباينته وأعوانه وحوله إلى أطلال، خاصة بعد هجوم مليشيات النمر الوردي المجرم (سهيل الحسن) الذي دمر المدينة بأكملها بحقد لا يوصف فمن أصل 28 حياً دمر 25 حياً منها بنسبة تتراوح بين 60 و100 بالمئة وأبقى على 3 أحياء فقط يمكن للإنسان الديري ان يعيش فيها، هذا عدا عن ممارسة مرتزقته لأخلاقهم التي تربوا عليها فسرقوا ونهبوا كل ما طالتهم أيديهم حتى كابلات الكهرباء تحت الأرض ولم يسلم حتى الحجر منهم فسرقوا (بلوك) المنازل.
ما يزيد عن ثمانين بالمئة من دير الزور دمرها النظام البائد فصارت أنقاضاً تعوي فيها الرياح، ثم حدث ما خطط له الله عز وجل وليس ما خطط له الناس (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم)
الناس لا تُسمن ولا تغني من جوع.. إرادة الله أسقطت الصنم الطاغية وجعلته عبرة لكل من يعتبر، لكننا كناس مأمورون بإعمار الأرض ومستخلفون فيها ودير الزور المظلومة يجب أن تكون أولى ملفاتنا بل قبلة إعادة الإعمار إن جاز التعبير فالدير ليست مجرد منازل دمرها النظام البائد بل هي غصة في حلق الحرية ورسالة من الفرات الخالد أرضاً تقول إن الحضارة التي نشأت على ضفتيه لا تموت إلى يوم القيامة .. الفرات هو الخالد وليس المقبور المدحور الصنم الذي تكسر وتكسرت آثاره النجسة إلى الأبد.
اسماعيل النجم