حسن النهار ليس اسماً.. إنه قضية

مراسل الفرات دير الزور

بيوت كانت عامرات بالخير وأهله في أحياء الجبيلة والصناعة والمطار القديم (حطين) في مدينة دير الزور، بيوت كان كل ذنبها أنها لا تريد للحياة فيها أن تكون كالحياة في الأقبية والسجون، فكان ردّ أعداء الحياة عليها أن سووا سقوفها بأساساتها، وخلطوا دم قاطنيها ودموع أطفالها ونسائها بتراب حدائقها.

حسن النهار، اسم لا يعني لغير صاحبه وأطفاله الثمانية شيئاً، عاد بهم إلى منزله في حي المطار القديم، ليجده يباباً وأنقاضاً، عاد يحتضن أطفاله الثمانية وهو وحيد في الحي بلا مؤنس ولا جار، بيته بلا جدران ولا أبواب ولا شبابيك، تقي عظام اطفاله البرد، فلا يوجد في البيت ما يمكن سرقته، رغم كل هذا الوجع يخطط حسن بداية لترميم ولو غرفة واحدة تلم شملهم هذا الشتاء بمساعدة الخوذ البيضاء.

حسن ليس اسماً هنا، وأطفاله الثمانية ليسوا كأطفال العالم، وبيته ليس كالبيوت، إنهم قضية كاملة مكتملة، عادت تريد الحياة التي طالما أرادتها لا كالموت في الأقبية والسجون حتى ولو كانت أنقاضاً، قضية تريد القصاص العادل من أعداء الحياة.

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار