حسم التعادل السلبي قمة مباريات مرحلة الذهاب التي جمعت الفتوة وشقيقه جبلة ، وأقول الشقيقان لأنهما حقا كذلك منذ سنوات بعيدة ، ولم يتأثر الفريقان بما سبق اللقاء من شحن جماهيري على بعض صفحات التواصل الاجتماعي التي صورت المباراة على أنها معركة مصيرية .
فنيا لم يرتق الأداء لطموح جماهير الفريقين فكانت المواجهة تكتيكية بالمقام الأول مع ظهور رغبة وجرأة أكبر لدى جبلة بالتسجيل والمبادرة الهجومية والسيطرة والاستحواذ لأن الكابتن عمار الشمالي كان يدرك جيدا أن المباراة فرصة للاقتراب من الفتوة تمهيدا لانتزاع الصدارة من جهة وبعثرة أوراق منافسه كاملة ، بالمقابل فإن هذه الجزئية لم تكن خافية عن الكابتن أيمن حكيم الذي لم يراهن كثيرا على الحالة البدنية لفريقه الذي تأثر بضغط المباريات التي خاضها خلال الأيام العشرة الأخيرة ، على اعتبار أن مثل هذه المباريات تحتاج لمجهود بدني عالي لاسيما وأن أرضية الملعب المبللة تطلبت جهدا أكبر من اللاعبين ، فوضع في حساباته أهمية عدم الخسارة كخيار مقدم على تحقيق الفوز ، فتخلى عن مساحة وسط الملعب مع الحرص على تعطيل مفاتيح لعب جبلة الذي يتميز بالشهية الهجومية عبر دفاع محكم ومنظم و الانطلاق بهجمات مرتدة شكلت بعض الخطورة في الشوط الثاني وهذا ما وضح من خلال التبديلات التي اجراها حينما اراح البحر من ضغط المباراة وزج بعبد الرحمن الحسين الذي اربك دفاعات جبلة ومنح البديل الاخر احمد الخصي مهاما هجوميا لتعويض الغاء الأدوار الهجومية التي كانت تمنح لكرم عمران وضيء الحق وكاد الخصي ان يحقق المطلوب من احدى الهجمات والإبقاء على عدي جفال طوال زمن اللقاء للحفاظ على الحالة التنظيمية التي يقوم بتفعيلها طوال فترة تواجده على ارض الميدان او الاستفادة من احدى الكرات الثابتة .
عموما الفتوة وصل الى الجزء المهم من أهدافه في هذه المباراة وحافظ على سجله خاليا من الهزائم وتابع صدارته بذات الفارق من النقاط وجبلة قدم مباراة جميلة لم تتوج بالفوز والاجمل كانت اللوحات الرائعة التي رسمتها الجماهير على المدرجات .
ويبقى التساؤل مشروعا ويحتاج لتوضيح من قبل إدارة الفتوة حول غياب العبادي وخليل إبراهيم عن الفريق للمباراة الثانية على التوالي واختفاء ماركوس جوزيف المفاجئ .
إبراهيم الضللي