مؤونة الشتاء تمرُ مرور الكرام في موسمها على أهالي ديرالزور

جرت العادة خلال السنوات الماضية وقبل رحيل فصل الصيف بدأ عملية تحضير وتخزين المؤونة الشتوية ” مكدوس وبامياء وملوخية ” من قبل العوائل الديرية لكن هذا العام كان استثنائياً بكل المقاييس بحيث كانت عملية تأمين المونة مقتصرة على عدد قليل من الأهالي الميسورين ، حيث سجلت أسعار الخضروات ارتفاعاً غير مسبوق بشكل يفوق قدرت المواطن البسيط على تحمل نفقات تلك المونة ،مقارنة بمتوسط الدخل الثابت لها.

“الفرات ” رصدت حركة الأسواق في ديرالزور ، حيث بيّن أحد تجار الجملة أنه عادة ما تكون أسابيع شهري آب وأيلول هي أسابيع ذروة المؤونة، من (مكدوس وملوخية وبامياء وكشك ومربيات)، وبالطبع فقد قفزت أسعار هذه المواد كغيرها من السلع في الأسواق، الأمر الذي زاد من صعوبة مهمة المؤونة بالنسبة لمعظم العائلات، ويتابع: إن الإقبال على الشراء ضعيف مقارنة بالسنوات السابقة، فتكتفي ربة المنزل بأخذ حاجاتها اليومية فقط وإن أرادت تخزين المؤونة فيكون بنسبة قليلة.
وأرجع سبب تزايد الأسعار إلى ارتفاع تكاليف الشحن وارتفاع أسعار المواد في مكانها الأساسي و ارتفاع أجور اليد العاملة كذلك.
وهذه الأيام تتجه سيدات البيوت عادة إلى صنع المكدوس وهي من أشهر أكلات المؤونة الشتوية في ديرالزور وسورية عموماً، إلا أن أسعار مكونات هذه الأكلة جعلتها بعيدة عن قدرة الأهالي.

(السيدة أم أيهم ) قدمت من دمشق إلى ديرالزور من أجل تأمين مؤونة الشتاء على اعتبار أن الاسعار اقل هنا : أشارت إلى أنها كانت تمون أكثر 50 كيلوغراماً من المكدوس لكن اليوم تكتفي بـ10 إلى 15 كيلو فقط لصعوبة تأمين المبلغ اللازم، وتضيف: إن متوسط تكلفة القطعة الواحدة من المكدوس تصل لنحو 3500 ليرة سورية ، الذي يحتاج إضافة للباذنجان إلى الجوز أو الفستق مع الفليفلة الحمراء وزيت الزيتون، لكن أسعار هذه المكونات ارتفعت بشكل كبير مقارنة بالأعوام السابقة، حيث يبلغ سعر كيلو الباذنجان حالياً نحو 4 آلاف ليرة، بينما يبلغ سعر كيلو الفليفلة 5 آلاف، أما كيلو الجوز فقد سجل آخر سعر له بمتوسط 150 ألف ليرة سورية.
ونوهت إلى أن صنع «المكدوس» يحتاج إلى زيت الزيتون أو الزيت النباتي كخيار أقل ثمناً، فزيت الزيتون وصل سعر الليتر منه إلى 60 ألفاً، أما النباتي فنحو 28 ألف ليرة لليتر الواحد، وبالنظر إلى هذه الأسعار فإن تكلفة مؤونة 50 كيلوغراماً من المكدوس قد تصل إلى أكثر من مليوني ليرة سورية هذا العام.

(السيدة أمل الصالح ) الأسعار المرتفعة لمواد المؤونة، جعلتها تنكفئ عنها، فمؤونة الشتاء الكاملة أصبحت تحتاج إلى ميزانية تصل لملايين الليرات.
وأضافت: هذا العام يمرّ علينا كما العام السابق، لم نموّن كميات كافية للشتاء، وقمت بصنع نحو 5 كيلوغرامات من «المكدوس» من أجل استهلاكه هذه الفترة، فهي أكلة مميزة ويحبها معظم أفراد العائلة، لكن تموين كمية تكفي طوال العام أمرٌ مرهق مادياً، كذلك الأمر بالنسبة للمربى والجبنة، فمواد المؤونة أصبحت غالية بشكل لا يمكن تحمله.

أم محمد ارتفاع جنوني لأسعار المواد الأولية لصناعة المونة إذ لامس سعر باذنجان المكدوس الـ4000 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد والفليفلة الحمراء تراوح سعر الكيلو ما بين 2500 لغاية 5000 ليرة سورية وبعملية حسابية بسيطة نجد أن الكلفة الإجمالية لقطرميز المكدوس زنة 2 كغ وصل 30000 الف ليرة أو تزيد حسب نوعية الزيت والجوز أو الفستق
و البامياء هي الأخرى شهدت ارتفاعاً مفاجئاً بين ليلة وضحاها حتى وصلت الـ 10000 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد وهي من المواد الأساسية في البيت الديري أما الملوخية فقد بيعت بأسعار متفاوتة تراوحت بين الـ 3000 لغاية 4000 ليرة سورية للكيلو ودبس الفليفة الحمراء سعر الكليو وصل إلى 20000 ليرة سورية.

مامون العويد

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار