هجمة مرتدة: بنزيما يصفع ديشامب بالكرة الذهبية

 

خلاف بدأ بموقف من قضية بعيدة عن الملاعب، وانتهى بوأد أكبر أحلام نجم، سطع بريقه في سنة تألقه وتربع على عرش الكرة.

حلقة جديدة من سلسلة (هجمة مرتدة) نستعرض فيها ذلك السجال الذي بدأ قبل 8 سنوات بين النجم الفرنسي كريم بنزيما، ومدرب الديوك ديديه ديشامب، لنبحر في تفاصيلها وتبادل التصريحات والمواقف بينهما، وصولا إلى القطيعة الدائمة.

أزمة خارج خطوط الملعب

في عام 2015، وجهت أصابع الاتهام نحو نجم ريال مدريد (في ذلك الوقت) كريم بنزيما، بمشاركته في ابتزاز زميله في المنتخب ماتيو فالبوينا، في قضية (الشريط الجنسي)، وعلى ضوء هذا الاتهام، سارع ديشامب في استبعاد بنزيما من قائمة الديوك ولم يستدعه للمشاركة في يورو 2016.

تصرف مدرب المنتخب الفرنسي أثار غضب بنزيما، وكان رد فعلا عنيفا عندما صرح:

“ديشامب استسلم للضغوط التي فُرضت عليه من بعض العنصريين في فرنسا”.

حقد ديشامب

لم يخرج أي رد فعل مباشر من ديشامب تجاه كلمات بنزيما القاسية، لكنه فرغ كل غضبه بعد 6 سنوات كاملة في تصريحات لشبكة RTL   الفرنسية

“على الرغم من مرور الوقت، لا يمكنني أن أنسى ما قاله عني”.

وتابع: “كانت هناك أيضًا تصريحات أخرى قد أثرت على عائلتي من أشخاص آخرين، كل ما قيل عني أثر على اسمي وعائلتي في فرنسا”.

وأضاف: “تجاوز بنزيما بما قاله الخط الأحمر، تصريحاته اللفظية العدوانية كانت لها تأثير نفسي وأثرت علي جسديًا في وقت من الأوقات، لا يمكنني نسيانها لا أستطيع أن أنسى ولن أنسى أبدًا”.

وعن استبعاد بنزيما من منتخب فرنسا منذ ذلك الوقت ورفض إعادته، رد: “عندما أقوم باختيار لاعب للمنتخب، آخذ فقط في الحسبان الجانب التكتيكي والفني ولا يهمني أي شيء آخر”.

بنزيمة يكرر السؤال

في شهر مارس من عام 2017، وجه كريم بنزيما استفسارا لديشامب، بسبب عدم اختياره للمنتخب الفرنسي لمواجهة لوكسمبورج في تصفيات كأس العالم، رغم رفع الإيقاف عن بنزيما في شهر سبتمبر الذي سبقه، حيث صرح

“أجد ذلك غير عادل لأنه لم يكن لدي أي تفسير. أنا رجل وأريد تفسيرا لسبب عدم استدعائي”.

“ما أريده هو إجراء محادثة مع المدرب، حتى يتمكن من إخباري برأيه، يجب أن أعرف”.

“لم أنه مسيرتي الدولية، ولا أريد الاستسلام”.

“من الصعب (أن يتم حذفك) عندما تلعب في نادٍ كبير. أحب كرة القدم، المباريات الكبيرة، المنتخب الوطني يقدم لك مباريات من الدرجة الأولى”.

عودة من الباب الواسع

في شهر مايو من عام 2021، أعلن ديشامب استدعاء كريم بنزيما بعد 5 سنوات من الغياب، بعد التألق الكبير مع ريال مدريد، خاصة بتحوله لهداف الفريق الأول عقب رحيل كريستيانو رونالدو قبل 3 سنوات، وسجل في هذا الموسم 29 هدفًا في 45 مباراة، كما صعد إلى المركز الخامس في قائمة الهدافين التاريخيين للنادي برصيد 278 هدفًا.

بعد هذا الاستدعاء كتب بنزيما:

“فخور جدًا بهذه العودة إلى منتخب فرنسا والثقة التي أولوني إياها”. “شكرًا لعائلتي وأصدقائي والنادي ولكم (الجماهير)… ولكل من دعمني ومنحني القوة كل يوم”.

وقال ديشامب عن هذه العودة:

“لقد التقينا ببعضنا البعض وتحدثنا لفترة طويلة، كانت تلك هي الخطوة الأكثر أهمية، ومن الواضح أنني فكرت بعدها لفترة طويلة في العديد من الأشياء للوصول إلى هذا القرار الآن.”

وأكد أن: “أي ضغينة باقية يبدو أنها دُفنت بقوة”.

ولكن ديشامب ألمح إلى شيء ما يعفيه من الاعتماد على بنزيما كلاعب أساسي، حيث قال:

“أعتقد أن هذا الاختيار يصب في مصلحة الفريق، كما هو الحال دائمًا، ومن المفترض أن يكون منتخب فرنسا أفضل بوجود بنزيما، لكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال تجاهل أوليفييه جيرو، إنه موجود أيضًا، دعونا لا ننسى أن فرنسا حققت نتائج جيدة للغاية لسنوات عديدة، لقد كنا وصيفي بطولة أوروبا وفزنا بكأس العالم 2018.

بنزيما يصفع ديشامب بالكرة الذهبية

في حفل تتوجه بالكرة الذهبية الذي أقيم على بعد أيام قليلة من مونديال قطر 2022، وجه كريم بنزيما الشكر إلى رئيس نادي ريال بيريز فلورنتينو بيريز ومدربه زين الدين زيدان، ورئيس نادي ليون الفرنسي جون ميشيل أولاس ولم يأت على ذكر مدرب المنتخب الفرنسي ديديه ديشامب، ولا حتى شكره على استدعائه من جديد لصفوف المنتخب وتحقيقه حلم بنزيما بالمشاركة في المونديال، فكان الأمر لافتا لانتباه الجميع، حتى أن الكاميرات سلطت على المدرب الفرنسي خلال كلمات بنزيما.

بين كاذب ومهرج

لم يرد ديشامب على إهانة بنزيما في حفل الكرة الذهبية، بل تحين الفرصة لتوجيه الضربة القاضية، فقبل يوم واحد على انطلاق المونديال في قطر، أعلن الاتحاد الفرنسي عن مغادرة بنزيما المعسكر والعودة إلى مدريد للتعافي من إصابة خلال التدريبات، وأكد ديشامب المعلومة وقال إنه كان ينوي الاعتماد على بنزيما في كأس العالم لولا الإصابة.

مع توارد التقارير بتفكير الاتحاد الفرنسي بدعوة بنزيما للمشاركة في المباراة النهائية، نفى ديشامب كل ذلك وقال إنه يكتفي بما لديه من لاعبين.

وخلال تصريحاته، كشف ديشامب عن أسباب خروج بنزيمة من معسكر كأس العالم، قال:

“هناك حقيقة واحدة، وكريم يعرفها جيدا”.

وأضاف أن “كريم منزعج لأن كأس العالم هذه كانت تعني له الكثير. بعد أن أكدت نتائج الفحوصات إصابته، أخبرني أنه يعاني، وفي أفضل السيناريوهات، لا بمكن عودته إلى التدريبات قبل العاشر من ديسمبركانون الأول”.

وتابع “طالبته بعدم الاستعجال وتنظيم عودته للتدريبات مع مدير المنتخب، لكن في الصباح التالي، فوجئت بمغادرته المعسكر.. لقد كان هذا قراره”.

في 11 من مارس الماضي خرج بنزيما عن صمته، ونشر -عبر خاصة “الستوري” في حسابه الرسمي على إنستغرام- عدة اقتباسات من تصريحات ديشامب، وعلق على أحدها بقوله:

“يا لها من وقاحة، يا الله يا ديديه، مساء الخير”، وأتبع كلماته برمز تعبيري لمهرج.

وأعقب ذلك بمنشور آخر كتب فيه:  “عزيزي ديديه، تصبح على خير”، مع مقطع فيديو لرجل يردد كلمة “كاذب” عدة مرات.

وكان وكيل بنزيما كريم الجزيري أكد أن موكله لم يكن يعاني من أي أصابة، ونشر استشارة لثلاثة أطباء تبين سلامة بنزيما وجاهزيته للعب.

وعاد بنزيما للكتابة عبر حسابه على تويتر (إكس حاليا):

“بذلت جهدا وارتكبت أخطاء حتى وصلت لما أنا عليه اليوم، أنا فخور بذلك، كتبت قصتي، وقصتنا مع المنتخب انتهت”.

في مؤتمر صحفي بعد المونديال، قال في رده على أحد الأسئلة حول بنزيما:

“لن تحصل مني على كلمة أكثر مما قلته، لن أتطرق لما حدث، لقد رميته وراء ظهري”.

ومع رحيل بنزيما إلى الدوري السعودي، يبدو أنه أغلق بالفعل آخر صفحات كتابه مع المنتخب الفرنسي، خاصة وأنه سبق وأعلن اعتزاله اللعب الدولي بعد أزمته الأخيرة مع ديشامب.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار